الإساءة الوالدية للأبناء (من وجهة نظر الأبناء) وعلاقتها بأساليب المعاملة الوالدية

Abstract

تعتبر الإساءة للأبناء والتي هي إلحاق الأذى والضرر بكل أشكالها (الجسدية واللفظية والانفعالية النفسية وحتى الجنسية) من أبرز المشكلات العالمية التي لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم أو التخلف، وهي ظاهرة ما تزال تتفاقم وتنمو بشكل مضطرد حتى بدت السيطرة عليها أمراً مستحيلاً وذلك بسبب خصوصية هذه المشكلة الأمر الذي أدى إلى صعوبة التعامل معها نتيجة للظروف الاجتماعية التي تحيط بها ومعتقدات المجتمع نحوها، وقد بينت الدراسات أن من أخطر أشكال الإساءة وأكثرها ايلاماً هي التي تصدر من الوالدين ومن أسلوب التعامل مع الطفل، إذ أن الآباء والأمهات هم الأعمدة الأساسية للبيئة المحيطة بالطفل وما يقدمون له يحدد نوع البيئة التي يترعرع فيها.ومن هذا المنطلق فقد هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة شكل الإساءة التي يتعرض لها الأبناء من وجهة نظرهم من قبل والديهم، وهل تختلف الإساءة باختلاف نمط المعاملة الوالدية للأبناء؟، وهل هناك علاقة بين الإساءة ونمط وأسلوب المعاملة الوالدية والتي حددت بثلاث أساليب (تسلط، إهمال، ديمقرطية) واستكمالاً لإجراءات البحث تم تبني أداتين لقياس المتغيرات، الأداة الأولى كانت للإساءة الوالدية الذي عده عبد العزيز عام 1993 أما الأداة الثانية تم إعدادها سنة 2016 وهي نسخة مترجمة لقياس بوري (Buri) لأساليب المعاملة الوالدية وبعد استكمال اجراءات الصدق والثبات للمقياسين تم تطبيقهما على عينة بلغت (140) ذكر وأنثى بلغت أعمارهم من (12-18) سنة بواقع (70) ذكر و(70) أنثى، وبعد المعالجات الإحصائية للبيانات أظهرت النتائج وجود دلالة معنوية للإساءة للأبناء من قبل الوالدين . وتختلف هذه الإساءة في دلالتها ما بين أشكالها، وفي أساليب المعاملة الوالدية كما وأن هناك علاقة إيجابية بين الإساءة الوالدية وشكل أو أسلوب المعاملة الوالدية. وفي ضوء ذلك توصي الباحثة بضرورة توعية الآباء والأمهات بأشكال الإساءة التي قد يتعرض لها الأبناء من قبلهم وخطورة ذلك على حياتهم النفسية والاجتماعية خاصة أن هذه الإساءة تظهر من خلال أسلوب التعامل أو التربية التي يتبعها الوالدين دون وعي منهم أن هناك إساءة لأولادهم تحصل.