معوقات استعمال التقنيات التعليميه في الجامعهمن وجهة نظر التدريسيين

Abstract

ليس من المستبعد ان يظن البعض ان التدريس عملية تلقين يقوم بها المدرس للمتعلم أو مجموعة من المتعلمين ولكن الحقيقة ان هذه العملية مشتركة بين طرفين لايمكن ان تكون مثمرة بدون مشاركة المتعلم وان مقدار نجاحها يعتمد على مقدار تلك المشاركة ,وعليه فقد فرق الباحثون بين المفهوم القديم لطريقه التدريس والذي وصف بانها اسلوب اعطاء المادة الدراسية والمفهوم الحديث الذي يشمل كل ماله علاقه باحداث عملية التعلم لدى المتعلم فيشمل جميع الفعاليات التي يقوم بها المدرس والطالب وجميع الوسائل التعليمية من سمعية وبصرية في درس تعليمي لبلوغ التعلم المقصود0 لذا فان هدف أي برنامج تعليمي هو احداث تغير ايجابي في اتجاهات المتعلم وطرق تفكيره ومعارفه و مهارته وينبغي ان يحدث هذا التغيير من خلال جهود المتعلم نفسه اما دور المدرس فهو ميسر ومسهل ومهيأ للخبرات التعليمية التي ستقود الطالب لان يتعلم وهذه فرضية اساسية في خطة التعليم التربوي .
والموقف التعليمي موقف ادراكي ، والادراك يعني ان الانسان عندما يتعلم تحدث عملية تنظيم في مدركاته فالمنبهات عندما تقع على الحواس يدرك الانسان بان يسمع او يبصر 000 الخ وهذا الادراك له ادراك سابق ، أي ان التعلم والادراك والفهم يتم عن طريق الحواس التي هي المنافذ الرئيسية للانسان التي تمكنه من الاتصال بالعالم الخارجي ، وان التعلم المثمر هو التعلم المبني على خبرات حسية وان نسبة التعلم تتناسب طرديا مع عدد الحواس .
(اللقاني واخرون ،1974 :17 )
لقد اثبتت البحوث والدراسات التربوية ان الحواس تسهم في عملية التعلم والتدريب بالنسب المئوية الاتية: (83 %) حاسة البصر ، و(11 %) حاسة السمع ،و(3،5%) حاسة الشم ، و(1،5%) حاسة اللمس ، و(1%) حاسة الذوق .
كما توصلت الدراسات الى ان نسبة تذكر المتعلم لما سبق تعلمه تختلف باختلاف الحاسة او الحواس التي تنفذ من خلالها الرسالة الى دماغ المتعلم فيمكن للمتعلم ان يتذكر (10 %) مما قرأه ، و(20%) مما سمعه،و(30%)مما شاهده،و(50%)مما شاهده وسمعه في نفس الوقت .(عزيز واخرون ،1980: 26)
وخير ما اوثقه في هذا الخصوص هو قوله تعالى ( هو الذي انشأ لكم السمع والابصار والافئدة ) صدق الله العظيم (سورة المؤمنون،اية23) .
ان في خلق الله سبحانه وتعالى الانسان اية كبرى منحه العقل وجهزه بوسائل الحس والادراك ليكون مهيئا لقبول العلم وقد ورد ذكر ما خلقه لنا من افئدة وحواس لكي نتعلم بها 0 فالحواس هي طرق التعرف الى الاشياء والظواهر المحيطه بنا من ضغط وحراره ومذاق وبواسطتها نكتسب المهارات والمعارف المختلفة0 (العابد،1985: 65 )
ونحن نعيش اليوم عالم الفضاء وعصر الاعضاء في جسم الانسان وعالم المنظورات البصرية 0 فلم يعد مقبولاً ان يقتصر دور المدرس على مجرد ايصال الحقائق الى الطلبة لذلك اتسعت وتنوعت مهام وادوار المدرس فهو اليوم مدرس ومربٍ وقائد واجتماعي 0 وان وسائل المدرس لم تعد كافيه لاعداد وتدريب الطلبة لمرحلة دراسية اعلى وخروجهم الى معترك الحياة العلمية بعد التراكم المعرفي الكبير والزخم الحاصل في الابحاث العلمية والتطور التكنولوجي 0 لذلك ارتفعت الصيحات في ضوء مضامين ومعطيات الفكر التربوي بضرورة اتقان الكفايات والمهارات التدريسية اللازمة للمدرس،ومنها كفاية التحديد السلوكي للاهداف ،وكفاية استعمال طرائق واساليب تدريسية متنوعة ، وكفاية الاستعمال الناجح لوسائل وتقنيات التعليم 0