كتاب تأليف الأرواح (معرفة الأرواح) تأليف الداعي الإسماعيلي أبو يعقوب السجستاني (ت 361 هـ/ 972م)

Abstract

دراسة وتحقيقالمقدمةالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة، منقذ البشرية من الضلال وعلى آله الطيبين الأطهار عِدلِ القرآن واليهم يرجع المآلُ ... شغل المجتمع المكي من قبل المجتمعات الأخرى في الجزيرة العربية. وما جاورها من دول وإمبراطوريات ومَنْ شدَّ الرحال من غيرهم لزيارة بيت الله في مكة المكرمة – مسألة الروح: جمع أرواح – حتى نزل قوله تعالى ﮋ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﮊ ( ) وهذه الآية المباركة نزلت في مكة بعد أن اختلف الناس في حقيقة الروح، لذا قال أكثر أهل السنة من المفسرين الأوائل في القرون الأولى للعصر الإسلامي: أن تمسك المقال عنها، ونكف في البحث فيها وأنها مما أستأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحد من خلقه، وفي ضوء ذلك قال أحد الشعراء، بيتاً من الشعر:والروح ما أخبر عنها المجتبىفنمسك المقال عنها أدباً ( )والأمر الذي يبقى عالقاً في ذهن الإنسان منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة هو الموت والذي يُعد – هو – مفارقة الروح للبدن لذا ذكر أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أبصر جماعة يحفرون قبراً، فبكى حتى بل الثرى، وقال: إخواني لمثل هذا فأعدوا – أي تأهبوا للموت بعد مفارقة الروح واتخذوه عدة( ).ذكر البكري الدمياطي (ت 1310 هـ/ 1892م) ( ). ان الخائضين في (الروح) إختلفوا فيها على أكثر من قول، فقد قال جمهور المتكلمين هي جسم مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الأخضر وهو باقٍ لايفنى، وفي قوله تعالى ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ ( ) تقديره حين موت أجسادها.وقال جمع من العلماء: هي عرض – وتعني الحياة التي صار البدن بوجودها حياً. وذكر الصوفية والفلاسفة على أن الروح تعلق التدبير وليس داخلاً فيه ولا خارجاً عنه. وذكر بعض علماء العقائد في الديانات المختلفة قبل الإسلام وبعده بتناسخ الأرواح والتناسخ: هو من النسخ أي التحول من حال إلى حال ويعنون بها انتقال الروح من البدن بعد موتهِ إلى بدن آخر وفصلوا في ذلك كثيراً.كما قسَّم بعض العلماء الأرواح على خمسة أقسام : أرواح الأنبياء، وأرواح الشهداء، وأرواح المطيعين، وأرواح العصاة، وأرواح المؤمنين، وأرواح الكفار، وقالوا: ان أرواح الأنبياء تخرج عن أجسادها وتصير على صورتها مثل المسك والكافور، وتكون في الجنة وتأكل من ثمارها وتشرب من مائها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، وقالوا كذلك: مثل أرواح المؤمنين في عليين متنعمة ونورها متصل بالجنة كمثل الشمس في السماء الرابعة ونورها في الأرض( ).وأما أرواح الشهداء فقد ذكروا : اذا زل الشهيد عن فرسه بطعنة أو ضربة لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله عز وجل اليه زوجته من الحور العين فتبشر بما أعد الله له من الكرامة، واذا وصل إلى الأرض، تقول له الأرض: مرحباً بالروح الطيّب التي أخرجت من البدن الطيب أبشر فان لك مالا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ويقول الله تعالى : انا خليفته في أهله ومن أرضاهم فقد أرضاني ومن أسخطهم فقد أسخطني( ).

Keywords

دراسة وتحقيق المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة، منقذ البشرية من الضلال وعلى آله الطيبين الأطهار عِدلِ القرآن واليهم يرجع المآلُ ... شغل المجتمع المكي من قبل المجتمعات الأخرى في الجزيرة العربية. وما جاورها من دول وإمبراطوريات ومَنْ شدَّ الرحال من غيرهم لزيارة بيت الله في مكة المكرمة – مسألة الروح: جمع أرواح – حتى نزل قوله تعالى ﮋ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﮊ، وهذه الآية المباركة نزلت في مكة بعد أن اختلف الناس في حقيقة الروح، لذا قال أكثر أهل السنة من المفسرين الأوائل في القرون الأولى للعصر الإسلامي: أن تمسك المقال عنها، ونكف في البحث فيها وأنها مما أستأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحد من خلقه، وفي ضوء ذلك قال أحد الشعراء، بيتاً من الشعر: والروح ما أخبر عنها المجتبى فنمسك المقال عنها أدباً، والأمر الذي يبقى عالقاً في ذهن الإنسان منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة هو الموت والذي يُعد – هو – مفارقة الروح للبدن لذا ذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أبصر جماعة يحفرون قبراً، فبكى حتى بل الثرى، وقال: إخواني لمثل هذا فأعدوا – أي تأهبوا للموت بعد مفارقة الروح واتخذوه عدة، . ذكر البكري الدمياطي ت 1310 هـ/ 1892م، . ان الخائضين في الروح، إختلفوا فيها على أكثر من قول، فقد قال جمهور المتكلمين هي جسم مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الأخضر وهو باقٍ لايفنى، وفي قوله تعالى ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ، تقديره حين موت أجسادها. وقال جمع من العلماء: هي عرض – وتعني الحياة التي صار البدن بوجودها حياً. وذكر الصوفية والفلاسفة على أن الروح تعلق التدبير وليس داخلاً فيه ولا خارجاً عنه. وذكر بعض علماء العقائد في الديانات المختلفة قبل الإسلام وبعده بتناسخ الأرواح والتناسخ: هو من النسخ أي التحول من حال إلى حال ويعنون بها انتقال الروح من البدن بعد موتهِ إلى بدن آخر وفصلوا في ذلك كثيراً. كما قسَّم بعض العلماء الأرواح على خمسة أقسام : أرواح الأنبياء، وأرواح الشهداء، وأرواح المطيعين، وأرواح العصاة، وأرواح المؤمنين، وأرواح الكفار، وقالوا: ان أرواح الأنبياء تخرج عن أجسادها وتصير على صورتها مثل المسك والكافور، وتكون في الجنة وتأكل من ثمارها وتشرب من مائها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، وقالوا كذلك: مثل أرواح المؤمنين في عليين متنعمة ونورها متصل بالجنة كمثل الشمس في السماء الرابعة ونورها في الأرض، . وأما أرواح الشهداء فقد ذكروا : اذا زل الشهيد عن فرسه بطعنة أو ضربة لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله عز وجل اليه زوجته من الحور العين فتبشر بما أعد الله له من الكرامة، واذا وصل إلى الأرض، تقول له الأرض: مرحباً بالروح الطيّب التي أخرجت من البدن الطيب أبشر فان لك مالا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ويقول الله تعالى : انا خليفته في أهله ومن أرضاهم فقد أرضاني ومن أسخطهم فقد أسخطني، .