حكم المثلة في الشريعة الإسلامية والقانون

Abstract

الحمد لله الذي أشرقت بنورة الظلمات ، وقامت به الأرض والسموات، فله الحمد حتى يرضى وله الشكر على نعمة التي لا تعد ولا تحصى والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم.
أما بعد:
فإن تكريم الإنسان لم يقتصر على فترة حياته،بل شمل صيانته ورعايته بعد الوفاة،وان الإنسان كرم حيا أو ميتا، وعَدَ حرمة الميت واجبة شرعا وكلف الشرع الأقارب والمجتمع والأمة والدولة بحماية جثمان الميت،ودفنه وفقا لأحكام دينه ومنع التشهير به فلا يجوز للمسلم تعذيب الإنسان الحي ولا التمثيل بالإنسان الميت ولو كان كلاهما غير مسلم لان حق الحياة مصون ومقدس .
أما بالنسبة للقانون فان التمثيل بالجثث محضور بل وعَده من جرائم الحرب المعاقب عليها.
ولكنني أقول أن هذا الفعل ما انزل الله به من سلطان وان من يفعل هذه الأفاعيل ويقوم بعمل يندى لها جبين كل شريف ماذا يعتقد في قرارة نفسه؟ هل توجد سورة في القرآن الكريم أو آية تبيح ذلك؟ هل نبيه محمد  علمه ذلك؟ أم أن النبي الأكرم  قال : لا يجوز المثلة ولو بالكلب العقور لأن للإنسان حرمة ، وحتى لا يجوز الإجهاز على الجريح فإن الإسلام منع ذلك وحتى قد نهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعزل من الذين يقاتلونا، وكذلك نهانا عن الإعمال التخريبية وعن التوريع والتمثيل والتنكيل وممارسة أي بشاعة على أي جسد لأن القران الكريم حذرنا ومنعنا عن تخريب البلاد والعباد.
ولذلك فإن القصاص لا يكون إلا نفس بنفس او طرف بطرف او عضوا بعضو ولا يجوز الإسراف في ذلك محرم، والقصاص لا يجوز تنفيذه إلا على أساس المقاضاة ولا يتولى أمرهُ إلا القاضي بعد ثبوت البينة بالإقرار وشهادة الشهود ولكن الذي رأيناه عكس ذلك تماماً كان هرج ومرج وجثة ممدة على الأرض تشتعل فيها النيران ويدور عليها المحتفلون وكأنهم قاموا بعمل جبار عظيم!!
ولو راجعنا أنفسنا قليلاً ولو كنا نفهم القرآن والسور والآيات وما قاله النبي الأكرم محمد  وما قاله أئمة الهدى لما فعلنا ذلك أبداً أبداً !!
ومهما تكن الأسباب التي دعت إلى هذه الجريمة النكراء فإنها مرفوضة تماماً فلو كنا محصنين أنفسنا بآيات الله وتعاليم الرسل و الأنبياء لكنا قدوة للشعوب في تصرفاتنا وأخلاقنا الإسلامية ،ولكن لأن بعض الصدور تغلي من الأحقاد وأحدثت ثغرة كبيرة وقطعت أوصالنا من الوريد للوريد نتيجة عدم استيعابنا فهم القران ومعانيه السامية وسنة رسوله الكريم .