وسائط النقل المائية ومسالكها خلال سني الخلافة العباسية(132هـ /749م – 656هـ / 1258م )

Abstract

شكلت السفن وصناعتها وتعدد استخداماتها واغراضها جزءا مهما من التاريخ الحضاري في حياة الدولة العربية الاسلامية ، ناهيك عن اتيان ذكرها في القرآن الكريم بأسماء مختلفة تدل على معنا واحد . وقد برع العرب المسلمون في صناعة واستخدام السفن حتى تفننوا في اشكالها وانواعها فأطلقوا الأسماء الكثيرة على الانواع المختلفة من السفن ، كما استخدموا العديد من الوسائل المساعدة التي تعين الربانية والبحارة على الابحار قدما في اواسط البحار والمحيطات بواسطة هذه السفن ، فقسمها المختصون إلى وسائط نقل بحرية واخرى نهرية بحسب مقتضى حال صناعة السفينة .
ولأهمية السفن ذكرها المؤلفون في كتبهم وخاصة كتب التراث ، فضلا عن الشعراء الذين ضمنوها في بعض اشعارهم ؛ ولكي تؤدي السفينة وظيفتها فلا بد من البيئة المناسبة والصالحة لأداء هذه الوظيفة الا وهي الطرق او المسالك المائية المنقسمة بدورها إلى ؛ بحرية ونهرية ، إذ كانت تستخدم السفن في مجالات شتى أهمها المجال التجاري (الداخلي والخارجي) ، والمجال العسكري، ومجال النقل والخدمات .
أما الطرق البحرية فكانت عبارة عن شبكة تربط الشرق العربي بأقصى الشرق وبأقصى الغرب ، فكانت الطرق التجارية البحرية تصل من الخليج العربي إلى الهند والصين والمحيط الهندي وتشتمل على طريقين هما ؛ طريق الرحلة الطويلة (ديرة المطلق) ، والطريق الساحلي (ديرة الملل) والذي يسير بمحاذاة الساحل الشرقي للخليج العربي .
كذلك هنا طرق التجارة البحرية التي تصل من الخليج العربي إلى شرق افريقيا ، وإلى البحر الأبيض المتوسط وهذا الاخير لم يكن مقتصرا على التجار العرب والمسلمون فحسب بل كان يسهم فيه تجار غير عرب ومن غير المسلمين يزاولون حرية العمل التجاري في ظل الدولة العربية الاسلامية.
اما الطرق النهرية في كذلك قد شكلت شبكة واسعة اتصلت فيها المدن الداخلية بالبحر الخارجي من جهة ، وفيما بين المدن من جهة اخرى ، فسهلت انتقال البضائع والتجارات إذ كانت الانهار العامل الاساس في نجاح حركة التجارة النهرية داخل الدولة الاسلامية.