التوافق الدراسي لدى طلبة الجامعة

Abstract

تعد الجامعات في مختلف الدول نظاماً اجتماعياً مميزاً له خصائصه وسماته الخاصة التي يطلب من الطلبة المنتمين إليه التوافق له بصورة جيدة من أجل تحقيق أهداف التربية ، فالتربية اليوم لم تعد تهتم بالجانب المعرفي فقط ، بل أصبحت تهتم ببناء الطلبة ونموهم النمو السليم على مختلف المجالات التربوية والنفسية والاجتماعية ، كما تهتم بمساعدة الطلبة على التوافق ذلك لأن الخبرات والمهارات التربوية التي يحصل عليها الطلبة داخل الجامعة تعد مصدراً مهماً في توافقهم مع الحياة بصورة عامة ، وتساعدهم على تنمية القدرة على اتخاذ استجابات إيجابية في مختلف الجوانب الاجتماعية . فالحياة الجامعية ليست مجرد تحصيل دراسي فقط ، بل هي إلى جانب هذا أيضاً علاقات اجتماعية أما أن يتوافق لها الطلبة أو لا ، فقد يكون الطالب بمثابة جسم غريب عن محيطه وبيئته الدراسية فتنبذه وترفضه أو تحاول ذلك ، كما إن المؤسسة التعليمية ذاتها بجموعاتها المختلفة قد لا تروق للطالب فيحاول نبذها والتخلص منها والبعد عنها وهجرانها ( أسعد ، 1983 : 300 ) .
وكما تأثر عملية التوافق سلباً وإيجاباً على مواقف الحياة المختلفة فأن تأثيرها على المواقف التربوية والتعليمية باعتبارها مواقف اجتماعية كبير أيضاً ، كما أن معرفة العوامل التي تؤثر في التوافق الدراسي من المطالب الهامة لأن الذين يعانون من مشكلات في التوافق الدراسي يزداد لديهم خطر انخفاض التوافق الاجتماعي والاضطرابات النفسية ( عيسى ورشوان ، 2006 : 45ـ130 ) .حيث أشارت دراسة (جميعان 1983) إلى أن الطلبة المتفوقين هم أكثر تكيفاً وتوافقاً من الطلبة المتأخرين دراسياً (الرفوع والقرارعة ، 2004 : 119ـ146 ) ، كما يرى ( شحيمي 1994 ) إن ترك الدراسة في المرحلة الثانوية غالباً ما يكون مسبوقاً بفشل في التوافق الدراسي ( شحيمي ، 1994 : 233 ) ، وكذلك أشارت دراسة ( ناصر 2006 ) إلى إن أكثر مشاكل الطلبة التي تثير قلق المدرسين وإدارة المدرسة وتؤثر سلباً على الطالب هي اضطراب العلاقـة بــين الطلبة والمدرسين ( ناصر ، 2006 : 4 ) .
وفي الجو الجامعي مناخ جديد وبيئة جديدة يتحتم على الطلبة أن يتوافقوا له التوافق السليم ، إذ أن التوافق مع الحياة الجامعية مطلب أساسي لنجاح الطلبة واستمرارهم بالدراسة الجامعية ، ويتأثر توافق الطلبة مع الحياة الجامعية بمشكلات عدة منها : ضعف الإعداد المسبق لدخول المرحلة الجامعية واختلاف الجو الجامعي عن جو المدرسة من حيث أساليب التدريس والمناهج وطريقة الامتحانات والنظم واللوائح ، فضلاً عن مشكلات دراسية واجتماعية وتربوية أخرى قد تعيق نجاح الطالب الجامعي وتقدمه ( الرفوع والقرارعة ، 2004 : 119ـ146 ) . وكذلك قد يعاني بعض الطلبة مشكلات نفسية تعيق البناء العلمي لهم مثل : صعوبة تكوين علاقات إيجابية مع الطلبة والأساتذة وتدني الثقة بالنفس والاضطراب والتوتر النفسي وغيرها ( حمدي ، 1998 : 476 ) ، ومشكلات أخرى مثل صعوبة بعض المناهج الدراسية وطول اليوم الدراسي وضعف الإرشاد النفسي وضعف أو انعدام الرغبة في الاختصاص والتفاعل مع الجنس الآخر ( الكبيسي والداهري ، 1999 : 215 ) .