التباين المكاني لتوزيع سكان محافظة صلاح الدين1977-1997

Abstract

ينصب اهتمام جغرافية السكان بدراسة الإنسان وتفاعله مع بيئته التي يعيش فيها مما ينتج عن هذا التفاعل من ظواهر سكانية تتباين من فترة لاخرى تبعا للتطورات التي تحيط بها وتبعا للمرحلة التاريخية التي تقطعها في سلم التطور الحضاري .
ومن بين اهم الخصائص السكانية التي ينبغي لدارس السكان بصفة عامة ان يتطرق لها هي دراسة توزيع السكان وكثافتهم لما لها من تاثير كبير باعتبارها تشكل عوامل ترتبط ارتباطا وثيقا بعوامل البيئة الاخرى ممثلة بالعوامل الطبيعية والبشرية ، ولذلك فان دراسة توزيع السكان ومدى الضغط الذي يمارسه سكان اية منطقة على الارض التي يعيشون عليها والعوامل المكانية المؤثرة فيهم تعد من بين اهم المواضيع التي تدرسها الجغرافية بوجه عام وجغرافية السكان على وجه الخصوص( ).
وسبب ذلك هو اهميتها الكبيرة في ابراز العلاقة المتبادلة بين السكان والمكان الذي يتواجدون فيه واسباب تباين هذا التوزيع من مكان لاخر .
ان مساهمة الجغرافي في مجال دراسة وتوزيع دراسة السكان المشار اليه اعلاه هو الكشف عن انماط التوزيع السكاني في المكان الذي يدرسه من خلال ابراز التفاعل الحاصل بين مقومات بيئته الطبيعية ونظمها البشرية وابراز مكامن القوة والضعف في هذه العلاقة وماتفعله في اختلاف توزيع السكان ومايتبعه من اختلاف في الخصائص السكانية الاخرى المرتبطة به مثل نمو السكان .
ان عملية الاهتمام بدراسة توزيع السكان لن تتوقف عند دراسة توزيعهم العددي الذي يعتبر بمثابة اللبنة الاولى لدارس السكان ، وانما اخذت معظم دول العالم تهتم بدراسة النواحي التفصيلية لتوزيع السكان لغرض ضمان حياة افضل لسكانها عن طريق وضع خطط علمية تنموية اقتصادية واجتماعية تعتمد على دراسة الجوانب التفصيلية لتوزيع السكان .
وبسبب سعة دراسة موضوع توزيع السكان فسنقتصر في دراستنا هنا على دراسة التوزيع العددي للسكان للفترة 1977-1997 على مستوى الوحدات الادارية الصغرى (الناحية). انظر الخارطة (1) مع الإشارة إلى بعض العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في هذا التوزيع .