التخلف والتنمية في الاقتصاد الإسلامي

Abstract

الحمد لله العلي العظيم, الغني الحميد, الذي جعل الغنى نعمة لمن شكر,والفقر رحمة لمن صبر,وهو يحب الصابرين,ويجزي الشاكرين,والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين,إمام المرسلين,وقائد الغر الميامين سيدنا محمد الأمين,وعلى آله وصحبه,ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد00
فان الفريضة التي يقوم عليها البحث- هي- أن البشرية تعاني اليوم واحدة من أعقد مشكلاتها على مر التاريخ, تلك هي مشكلة التخلف الاقتصادي,إذ ينقسم العالم إلى مجموعتين, الأولى- مجموعة الدول التي تحتكر الثروات الطبيعية والاقتصادية والمال والطرق الفنية للإنتاج,والثانية- مجموعة الدول التي تعاني العجز الناتج من نقص في مواردها,أو إمكاناتها الفكرية,وطاقتها الحيوية,وقد يبلغ الحال ببعضها عن عجزها من توفير الحاجات الأساسية لشعوبها. وحيث أن مهمة العاملين في حقل الدراسات الإسلامية الاستقصاء,والتفتيش في تراث الأمة
وعقائدها لاستخراج وتأطير نموذج تنموي أصيل,فقد جاء تصدينا لهذا الموضوع امتثالا للحكم الشرعي المخاطب به هذه الأمة كافة المختصين بالدراسات الإسلامية,ومساهمة في رفد الدراسات العلمية الرائدة التي بدأت في جامعات العالم الإسلامي,ومراكز البحوث فيها, وذلك في محاولة لصياغة نظرية تكشف عن آلية الحركة
والتفاعل اللتين تنشئان عن تطبيق المبادئ الاقتصادية الإسلامية لمعرفة مدى,وعمق وأهمية التغيير الذي يحدثه تطبيق الاقتصاد الإسلامي.
لكل ما تقدم ورغبة منا في أن نفصل هذا الموضوع الذي تناولناه في الدراسة والبحث,ولنبين أبعاده وأهدافه,فقد وقع اختيارنا له,بوصفه أداء لفرض كفائي أوجبه الله تعالى بقوله : ﭽﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ (1).
ولغرض البرهنة على فرضية البحث فقد اقتضت خطة بحثنا أن تأخذ الطابع الآتي من حيث الناحية التنظيمية:-
المقدمة : وتناولنا فيها أسباب دراسة الموضوع,وبيان منهجنا فيه,والمبحث الأول: وجاء تحت عنوان:- التخلف وموقف الاقتصاد الإسلامي منه,وجاء مقسما على ثلاثة مطالب:-
المطلب الأول: مفهوم التخلف.
المطلب الثاني:مقياس التخلف.
المطلب الثالث:التفسيرالاسلامي للتخلف.
وأما المبحث الثاني:فجاء تحت عنوان:- التنمية في الاقتصاد الإسلامي:وقد قسمناه على ثلاثة مطالب أيضاً.
المطلب الأول: مفهوم التنمية وأركانها في منهج الاستخلاف.
المطلب الثاني:غاية التنمية في الاقتصاد الإسلامي .
المطلب الثالث:الحكم الشرعي للممارسة التنموية.
وأخيرا الخاتمة التي ضمناها مجموعة من النتائج التي تمخضت عن بحثنا في هذا الموضوع,وقد اعتمدنا في كتابة هذا البحث على جملة من المصادر,منها كتب الفقه,وكتب الحديث,وكتب اللغة,وكتب الاقتصاد الحديثة,ومصادر أخرى,فما كان فيه من صواب فمن الله سبحانه وتعالى,وما كان فيه من زلل وخطأ فمنا ومن الشيطان,والله منه براء راجين من الله تعالى السداد والتوفيق,انه نعم المولى ونعم المعين.