الأسس المفضلة في اختيار الطرف الآخر لتحقيق التوافق الزواجي لدى الذكور والإناث غير المتزوجين

Abstract

الخلاصة
أهمية البحث والحاجة أليه:
أن عملية أختيار الطرف الأخر وتحديده من أعقد المسائل وأهمها في حياة كل شاب وفتاة، فعندما يقرر أي شاب أن يتزوج ويبدا بالبحث عن بنت الحلال تعترضه مشكلة تحديد الزوجة المناسبة، فقد يذهب الى رؤية الكثير من الفتيات ولكن أيهن المناسبة له، واكد هنا على المناسبة له، لأن الزواج من أهم الأرتباطات التي يرتبط بها المرء ولعلها أعمقها على الأطلاق، فضلا عن عظم النتائج المترتبة عليها، وأعني بها الأولاد، لذلك فأن الخطأ في الأختيار يعد خطأ مدمر سيسبب لصاحبه تعاسة طول الأمد، أن لم تكن دائمة، فنحن لانتزوج كل يوم، بل على الأغلب مرة أو مرتين، وهنا أرى كباحث أعتماد الأسس المهمة في أختيار الطرف الأخر مثل (التمهل وعدم الأستعجال في الأختيار – أخذ الوقت الكافي للتفكيرفي هذا الموضوع من أجل حسم الأمر ولو تطلب ذلك فترة طويلة من الزمن - تحديد الزوجة المناسبة بشكل علمي وموضوعي وواقعي، وذلك عن طريق مصارحة النفس ومعرفة مايصلح لها وماترتاح معه، فالبشر طبائع وفئات، فأي نوع من النساء يمكن أن ترتاح لها أكثر في هذه الحياة – لابد أن أسأل نفسي هذا السؤال ولابد للفتاة أن تصارح نفسها، هل هذا الشخص المناسب لي حقا، ومن خلال ترتيب الأوليات وبكل صراحة، فهل مايهمني هو الجمال بالدرجة الأولى أم الأخلاق أم النسب، فهناك من يتحمل أن تكون زوجته متوسطة الجمال لكنه لايتحمل أن تكون حادة الطبائع – وهناك من الفتيات من تتحمل أن تكون زوجها فقيرا لكنها لاتحتمل أبدا أن يكون ضعيف الشخصية وهناك العكس، المهم هنا أن يكون المرء صريحا مع نفسه وواقعيا، فقلة من الرجال الذين يجمعون بين وفرة المال ودماثة الأخلاق، وقليل من النساء من يجمعن بين الجمال والتواضع والقناعة، وعلينا جميعا أن نلاحظ أنه نادرا ما تتغير أخلاق أحد الزوجين بعد الزواج، فلا يحسبن أحد سواء الرجل أو المرأة أنه قادر على تغير أخلاق وطبائع الأخر بعد الزواج، وهنا تكمن الصعوبة في تحديد هذه الأخلاق والطبائع الخاصة، هذا بخلاف الطبائع النفسية والتي لاسبيل لتحديدها الأبالأحتكاك اليومي وطول المعاشرة والتوكل على الله وطلب العون منه في أتخاذ القرار المناسب، أذا مهما أتخذنا من أسس ومهما بذلنا من جهد يظل الأمر ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة. (طيف، 2005، ص5).
أكد الأسلام على الرجل أن لايتساهل في أختيار ه لزوجته، وأمره بالمشورة في ذلك لمعرفة صفات الطرف الأخر المفضلة والمرغوبة لديه، حيث تم توجيه الرجل والمرأة من أجل ألأهتمام بالجانب الديني والخلقي وهذا ما نقرأه في قول الرسول (صلىالله عليه وسلم)، :" أذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب اليكم فزوجوه، وأن لاتفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "، وقد ورد في الحديث أيضا أن فتى سأل النبي (صلىالله عليه وسلم)، "من أتزوج"، ؟:"عليك بذات الدين "، والتدين بمعناه العميق، هو الذي يكون فيه العقل والقلب والجسد متدينين، ويكون تفكير الأنسان معه مقيدا بالضوابط الدينية في علاقته مع الطرف الأخر كونه يلتزم حدود الله في كل ماله وما عليه من حق، فأن التدين يصح ضمانا هاما لنجاح الحياة الزوجية، كما أكد الأسلام على الخلق الحسن في أختيار الطرف الأخر، بأعتبار أن الأخلاق تعزز الرابط الروحي الذي يجمع الأثنين بصدق كبير، ويكون أمينا عليه ورحيما به ومنفتحا على آلامه، ومهتما بأستجلاب الخير له، وهو أمر تتجسد فيه أخلاقية الأنسان، لذا فأن العلاقات الأنسانية، بنظر الأسلام والعلاقة الزوجية، لابد أن ترتكز على قاعدة الأخلاق، لأن الأسلام قائم على الأخلاق العظيمة، وهذا ما نستوحيه من قول الرسول (صلىالله عليه وسلم)، "أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، وعماد العلاقة الزوجية من وجهة نظر أسلامية فيما يخص الأخلاق " وأنكحو ا الأيمى والصالحين من عبادكم وأماءكم أن يكونوا فقرلء يغيهم الله من فضله "، أما وضع الطرف الأخر الأقتصادي، فلم ينظر أليه الأسلام ويعطيه أهمية بالغة حيث قال تعالى:" أن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله"، وقد ورد عن شؤم المرأة غلاء مهرها "لأن الوضع الأقتصادي يعد أمر متحرك ولايدخل في تكوين شخصية الأنسان، فمن الممكن أن يعيش الأنسان مع طرفه الأخر بكل أخلاص ومودة، دون أن يملك ذلك الطرف مالا كثيرا، ليس أن يكون شرطا في نجاح العلاقات الأنسانية، فهو يلعب دورا في تغطية حاجات الأنسان، الأ أنه لاعلاقة له في تشكيل أنسانية الأنسان. (دسوقي، 1986، ص 211-212).
ويركز الحفني، على أن التوافق أصطلاح سيكولوجي أكثر منه أجتماعي، أستخدمه علماء النفس الأجتماعيون، ويقصدون به العملية التي يدخل بها الفرد في علاقة متناسقة أو صلبة من الناحية المادية والأجتماعية. (الحفني، 1987، ص22).
ويتفق كل من راوية دسوقي وجابر عبد المجيد وعلاء الدين الكفافي، في معجم علم النفس على أن التوافق عبارة عن عملية تعديل الأتجاهات والسلوك لكي تفي بمطالب الحياة بشكل فعال، قبل أقامة علاقات شخصية بناءة مع الأخرين، والتعامل الكفء مع المواقف والأهداف الشخصية. (الكفافي، 1999، ص65).
مما سبق نستطيع أن نبين بأن هناك نظريات متعددة تخص أختيارالطرف الأخر منها نظرية (الصورة الوالدية – الشريك المثالي – الحاجات الشخصية)، تعمل مجتمعة في عملية أختيار الطرف الأخر من أجل الزواج، فمفهوم الشريك الذي يحمله الشخص شعوريا أو لاشعوريا، يعمل على تضيق نطاق الأختيار، والصورة الوالدية تجعل الشخص يميل الى أختيار من يكمل علاقة الأستجابة ونوعها التي تعود عليها الأنسان منذ طفولته المبكرة، في علاقاته الشخصية بأفراد، ونستطيع بقدر كبير من السهولة أن نرد هذه النظريات الى الثلاث الى أصلها الفرويدي، لأنها نتاج عملية تفاعل الشخص مع أسرته، وبخاصة في طفولته المبكرة. (الساعاتي، 1983، ص228).
أذا تكمن مشكلة البحث الحالي في الجفوة والقسوة العاطفية بين الأزواج أو الزوجات، حيث لايولن أدنى قدر من المعاملة العاطفية والكلام الحلو الرومانسي الصادق، وهي مشكلة تكاد تكون من أهم المشاكل العصر، لأنها خطيرة ومتكررة عند الكثير من البيوت الزوجية، وبدأت بعض الجهات والمنظمات الأجتماعية تخصص دورات تثقيفية وتدريبية والقيام بنشر بعض الكتب والمجلات والجرائد حول كيفية أختيار الطرف المناسب الذي يقوم على أسس صحيحة وواقعية ومنطقية للتخفيف عما لا يحمد عقباه في المستقبل من أخطاء وأنحرافات غير شرعية لدى البعض، لأن مشكلة أختيار شريك الحياة المناسب تواجه الرجل والمرأة، وتعد أهم قرار في حياة كل أنسان التي يتم حسمها في فترة المراهقة، سواء كان ذلك في مصلحتهما أو لا: ويصوغ "ستانفورد "هذه المعضلة "ان الذين يفكرون في مسألة أختيار شريك الحياة المناسب هم بشكل أساسي الأشخاص الذين لايؤمنون بالطلاق "ويريدون الزواج زواجا يدوم الى الأبد، حيث يكشف أحد البحوث، أن(90%)، من المراهقين الذين يرتادون الكنائس المسيحية، يؤمنون بأن الله سيدوم الزواج لهم مدى العمر، وأن أقل من نصفهم (48%)، يقولون أريد زواجا كزواج أبي، ويعتقد (43%)، منهم أن قلقا شديدا يراودهم حول مسألة أختيار شريك الحياة المناسب، ويحركهم دافع التصميم على عدم تكرار أخطاء الذين سبقوهم، ويتمتعون أن يجدوا حبا حقيقيا ساميا دائم على المحبة والتفاهم.
فقد أظهرت نتائج الهدف الأول والذي يتضمن التعرف على أهم الأسس المفضلة الأكثر شيوعا لدى الذكور والأناث في أختيار الطرف الأخر، كما يلي حسب أهميتها النسبية:- فقد تم التركيز على الأسس المفضلة التالية وهي:- الشكل والمظهر –الخلاق – المستوى الثقافي والأجتماعي – العقل والعاطفة – أن يكون في نفس العمر أو أقل عمرا – أن يكون باكرا أو أعزب – أن يكون من داخل العراق وغريب عن العائلة – أن يتوفر الحب قبل وبعد الزواج – أن يكون طبيبا أو محاميا أو تدريسيا جامعيا – أن يتم أختياره على أساس سمعته الشخصية أو سمعة عائلته أو الحسب والنسب – أن يكون معتمدا أقتصاديا غبى نفسه – أن يتمتع بالأستقامة والعفة – أن يعبر عن مشاعره بشكل معتدل – أن يعتمد على مبدأ الصراحة والتفاهم – والثقة المتبادلة بين الطرفين – أن يحب بدون غير ة كبيرة أي متوسطة – أن يكون ذو طموح معتدل – أن يكون متوسط القامة أو مائل الى الطول بعض الشيء- أذا نظرت نظرت لها أعجبتك وأذا أمرتها بالمعروف أطاعتك وأذا غبت عنها حفظتك- أن تتمتع باسلوب المودة والرحمة – أن يتمتع بعشرة هادئة بلمعروف –والرعاية والأهتمام – أن يتفهم نفسية الطرف الأخر - أن يمتلك بيت ملك لهما يتوفر من قبل الدولة أو الرزق الحلال – أن يمتلك مهارات كبير ة في لأأدارة المنزل والحياة العملية وتربية الأطفال – أن يكون المهر متوسطا – أن يتمتع بجمال متوسط ومعتدل – أن يكون هاديء الأعصاب وناضج أنفعاليا.
وظهرت نتائج الهدف الثاني" التعرف على أهم الٍس المفضلة في أختيار الطرف الأخر حسب متغير الجنس (الذكور والأناث)، فقد ركزالذكور على ما يلي، المستوى الثقافي والأجتماعي – الدين – الأخلاق – العقل- أن يكون أقل عمرا – أن تكون باكرا- ومن داخل العراق – أن يكون الحب قبل وبعد الزواج – أن يكون تدريسيا جامعيا – أختاره على أساس شخصيته وسمعة عائلته والحسب والنسب – أن يتميز بالأستقامة والعفة – أن يكون جريئا في التعبير عن مشاعره – ان يكون صريحا ومتفهما – أن أحس بحبها الصادق معي مع توفر غيرة متوسطةبين الأحباب – أن يكون ذو طموح متوسط – ذو قامة متوسطة – أن تكون أذا نظرت لها أسرتك وأذا غبت عنها حفظتك وأذا أمرتها بالمعروف أطاعتك – أن يكون على أساس المودة والرحمة بيننا – العشرة الهادئة بالمعروف – على أساس الأهتمام والرعاية –أن يكون يتوفر بيت ملك لنا – أن يكون جيدة في أدارة المنزل – أن يكون المهر متوسط تقريبا – أن تكون ذو جمال معتدل ومقبول – أن تكون هادئة الأعصاب وتمتع بالنضج الأنفعالي.
أما بالنسبة الى الأناث فقد ظهرت النتائج كما يلي:- أن يتمتع بحسن الأخلاق – يتم أختياره على أساس العقل والعاطفة – أن يكون أقل عمرا مني – أن يكون أعزب – ومن داخل العراق –غريب عن العائلة – أن يتوفر الحب بيننا قبل وبعد الزواج – أن يكون تدريسيا جامعيا – أختاره على أساس سمعته الشخصية وسمعة عائلته والحسب والنسب – أن يكون معتمدا أقتصاديا على نفسه – ومستقيما في حياته الشخصية – معتدل في التعبير عن مشاعره – أن يكون صريحا ومتفاهما لي- أن يحبني مع غيرة متوسطة لتقوية الحب الذي بيننا – أن يكون ذو طموح كبير – متوسط القامة – أن يحفظ كرامتي وفراشي أثناء غيابي عنه – أن يكون أسلوب المودة والرحمة بيننا – مع التمتع بالعشرة الهادئة بالمعروف – أن يكون ذو جمال معتدل وناضج أنفعاليا تقريبا.