الحزن المرضي و علاقته ببعض المتغيرات ( دراسة ميدانية ) لمدينة بغداد أنموذجاً

Abstract

مستخلص :تعددت وجهات النظر النفسية في الحزن المرضي ، فمنهم من عده احساساً مؤلماً ناجماً عن فقدان شخص عزيز ، فيما يرى آخرون انه يشكل عنصراً او عاملاً مهماً في ديناميكية الاضطرابات النفسية ، وذهب آخرون الى ان الحزن هو السبب في الانطواء وفقدان النشاط للعمل وفقدان التكيف في تكوين العلاقات الاجتماعية ، واعتقد آخرون ان الحزن مرتبط بتجارب الطفولة التي تتصف بالحرمان والخسارة وفقدان من يحب ، ولكن وجهة نظر اخرى ترى في الحزن ظاهرة طبيعية ، تمثل دوراً حياتياً لابد ان يمر به الانسان . ومع ان كثيراً منهم يرى ان الحزن يمكن ان يكون سبباً رئيساً في الاصابة بعدد من الاضطرابات النفسية ولا سيما التحول الهستيري .والاكتئاب والشعور بالذنب ، مما يمكن ان يؤثر في الصحة النفسية واضطرابات جسمية أخرى مصاحبة له كأرتفاع ضغط الدم وخفقان القلب ، وسكر الدم العالي ، وغيرها .ومع ان علماء النفس المعرفي يرون ان الحزن ناجم عن استمرار الانسان في تفسيراته السلبية للخبرة اعتماداً على البنى المعرفية السلبية لديه ، فهو يرى العالم والمستقبل من رؤية سلبية.وأما وجهة نظر علماء النفس السلوكين فهم يرون ان للتعزيز دوراً مهماً في حدوث الحزن، اذ يحدث الانطفاء (الحزن) نتيجة فقدان شخص عزيز للفرد . وفيما يخص وجهة نظر علماء الفسلجة ، فقد افترضوا ان المصابين بالحزن المرضي يؤدي بهم الى احداث الضرر في الغدد الرئيسية للجسم واضطراب في مستوى النورأدرينالين أو الدوبامين فينجم عن ذلك تغيرات فسيولوجية ، كأرتفاع ضغط الدم وزيادة نشاط الجهاز العصبي اللاارادي مع ضغط الجهاز المناعي . في ضوء ذلك تبين ان الحزن المرضي مفهوم نفسي حظي باهتمام الباحثين من المنتمين الى التحليل النفسي او النفس – الدينامي أو المعرفي او السلوكي وغيرها من المنطلقات النظرية وان الحزن المرضي له آثار نفسية سلبية على الفرد بما فيها تعرضه الى الاصابة بعدد من الاضطرابات النفسية والجسمية .