مشروعية الحرب في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام

Abstract

الملخص تمثل الحرب السمة البارزة للمجتمعات الإنسانية خلال تاريخها الطويل،فهي ظاهرة اجتماعية قديمة مرتبطة بتكوين هذه المجتمعات،الهدف منها أحداث تغيرات هامة على مختلف الأصعدة والميادين. فبها يرقع الظلم ويدفع العدوان أحيانا وتقهر الشعوب وتستلب حرياتها وتنزف خيراتها أحيانا أخرى. فالحرب عموما" تعد أحدى عناصر التغيير السياسي والقانوني للنظام الدولي ، والحرب بوصفها صراع قد طالت البشرية منذ الخليقة ولازمتها في مراحل نموها وتطورها،ولقد تعددت الأسباب التي تشتعل بها الحروب ما بين أسباب سياسية وأغراض اقتصادية،ومصالح إستراتيجية،إذ يضع كل خصم نصب عينيه تحقيق مصالحه بصرف النظر عن الضرر الذي سيلحق بالطرف الآخر،لكن على العكس من هذا كله تضع الشريعة الإسلامية للحروب أهدافا" عليا،وقيما" رفيعة بعيدا" عن الأنانية والمصلحة. وبالمقابل نجد أن القانون الدولي العام يسير باتجاه التضييق من مشروعية الحرب بين أعضاء المجتمع الدولي أملا" في القضاء على ظاهرة الحرب،غير أنه على الرغم من ذلك فأن لبعض الحروب لها ما يبررها من حيث شرعية وقانونية أساسها. ولقد عرف الإسلام الحرب ووضع لها أسبابا" مشروعة لشنها وخوضها،كما أنه وضع القواعد التي يجب أتباعها قبل بدأ الحرب وأثناء اندلاعها وكيفية احتواء آثارها،وهذه القواعد قد استمدت من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .وبالمقابل عرف المجتمع الدولي الحرب كأداة لحل الخلافات وحسم النزاعات أو كأداة لبسط النفوذ وأحكام السيطرة على العالم. وبغية تجنب البشرية الحروب وأثارها المدمرة ، فلقد عنت الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بالحروب ووضعت لها أسباب مشروعة لإعلانها أو خوضها . فبالنسبة للشريعة الإسلامية لم تنظم الحرب على مرحلة واحدة بل جاء تنظيمها على مراحل حسب طبيعة المرحلة وأهميتها بالنسبة للدعوة الإسلامية . أما بخصوص القوانين الوضعية وبالتحديد القانون الدولي العام فهي الأخرى قد عنت بالتنظيم القانوني لحالات الحرب ، غير إن هذا التنظيم لم يكن على درجة واحدة . بل مره بمراحل متعددة ، كان آخرها عصر التنظيم الدولي ، والمتمثل بإنشاء الأمم المتحدة كهيئة دولية مهمتها الحفاظ على السلم والأمن الدوليين . فالقول بمشروعية الحرب في حالات معينة لها أثار ينبغي على القائمين بها مراعاتها وتجنب تجاهلها ، ومن بين أهم هذه الآثار التفرقة بين المقاتلين وغير المقاتلين وكذلك رعاية الأسرى وحمايتهم وغيرها من الآثار التي تخلفها الحرب بعد اندلاعها .