الأخلاق الإسلامية وأثرها في توحيد صف المسلمين

Abstract

الحمد لله رب العالمــــين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبي الهدى والرحمة أبي القاسم محمد (صلى الله علية وآله وسلم) . تناولت في صفحات هذا البحث موضوع الأخلاق الإسلامية ودورها في إيجاد الوحدة والإخوة بين المسلمين ، ولعل الدافع لاختيار هذا الموضوع هو الحاجة الماسة إلى الأخوة وجمع الكلمة ، ووحدة الصف بين أبناء المجتمع الإسلامي لما نلاحظه من التفكك والانحلال اللذين يسودان معظم الشعوب الإسلامية في هذا الزمان ، وعلية فان موضوع الأخلاق التي يوصي بها الإسلام تدعو إلى التسامح وجمع الكلمة ونبذ الفرقة والطائفية ، ومواجهة كل من يعمل على إيجاد الفتنة الطائفية بين المسلمين ومحاربة كل القوى التي تحاول النيل من الإسلام ووحدة المسلمين ، وخصوصا إذا ماعلمنا عمق المؤامرة التي تحوكها القوى الامبريالية والغربية في هذه الفترة ضد الدين الإسلامي والمسلمين ، فقد أحست الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بمدى خطورة الدين الإسلامي على سياستها ، فعملت على نشر سياسة العنف في الأوساط الإسلامية بمساعدة عملائهم الذين يدعون الإسلام وهم بعيدون كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي ومعتقدات المسلمين الحقيقية ، فقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على غزو بعض الدول الإسلامية كأفغانستان والعراق وأخذت تبث الفرقة والنعرات الطائفية بين ابناءالشعوب السلامية وخاصة في العراق بعد أن كان العراقيون وعلى مدى قرون من الزمان يعيشون كشعب مسلم بعيد عن الطائفية والعنجهية ، وان مايحدث في بلادنا الآن ليس من حضارة العراقيين وآدابهم بكل طوائفهم ، بل هو دخيل عليهم جاء به الغزو الأجنبي وهذا مايثبته الوضع الحالي في العراق حيث أن القوات العراقية ألقت القبض على الكثير من العناصر الإرهابية غير العراقية ، وقد تسللت إلى العراق من أجل أثارة الفتن في بلادنا وتمزيق وحدة الصف بين العراقيين . ولمعالجة ذلك علينا جميعا أن نقف بكل مالدينا من القوة والحزم للتصدي لمثل هذة المؤامرات التي تستهدف أمن بلادنا وسلامة أطفالنا وعوائلنا . وذلك الموقف لايمكن الوصول إلية ألا عن طريق الوحدة والترابط والتآلف ونبذ الخلافات الطائفية فكلنا في بلادنا عراقيين نعبد تربة هذا الوطن ونقدم له كل مانملك لضمان أمنه واستقراره . وقد قسمت بحثي هذا إلى ثلاثة فصول تناولت في الفصل الأول منها معنى الأخلاق في اللغة والاصطلاح وأهمية التمسك بالأخلاق الإسلامية التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة العزيز ، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث المسلمين على التحلي بأفضل الأخلاق وأحسنها وكذلك ماورد عن النبي الكريم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)من أحاديث توصي المسلمين بحسن الخلق والتماسك وتقويم بعضهم البعض لأنهم خير امة أخرجت للناس0 أما الفصل الثاني فقد كان الحديث فيه عن حمية العرب قبل الإسلام وعصبيتهم فقد كان المجتمع العربي قبل الإسلام مجتمع قبلي تسود فيه روح الولاء للقبيلة فقط ولا يوجد قانون يجمع أبناء المجتمع جميعا ، ولكل قبيلة طبائعها وعاداتها وتقاليدها الخاصة بها تختلف عن الأخرى ،لذلك تجد إن الثار والقتال والاعتداء على حقوق الآخرين أمر منتشر في كل أرجاء الجزيرة العربية دون وجود قانون ينظم ذلك ويحكم المجتمع. أما الفصل الثالث فقد كان الحديث فيه عن أخلاق المجتمع المسلم وما جاء به الإسلام من تعاليم دينية تحرم القتل وسفك الدماء والاعتداء على الآخرين وسلب حقوقهم ، وتوصي هذه التعاليم بضرورة جمع الكلمة ووحدة الصف ونبذ الفرقة والطائفية والاحتكام في كل صغيرة وكبيرة إلى القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، إذ قال النبي محمد (صلى الله علية واله وسلم) إن أكرمكم عند الله اتقاكم. وقد اعتمدت على عدد من المصادر التاريخية واللغوية وكتب التفسير والحديث وعدد من المراجع الحديثة في كتابة وإعداد هذا البحث . كان من أهم الكتب التاريخية كتاب البيان والتبيين للجاحظ (ت:255هـ) وكتاب انساب الأشراف للبلاذري (ت:279هـ) وكتاب تاريخ الأمم والملوك للطبري (ت:310هـ) ، أما الكتب اللغوية فقد كان أهمها كتاب لسان العرب لأبن منظور (ت:711هـ) وكتاب القاموس المحيط للفيروز آبادي (ت: 817هـ) أما بالنسبة لكتب الحديث فقد كان أهمها كتاب الصحيح للبخاري (ت:256هـ) وكتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (ت:807هـ) أما كتب التفسير فقد استفدت من كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي (ت:560هـ) . وقد كان للمراجع الحديثة نصيبها أيضا في رفد هذا البحث بالمعلومات وكان أهمها كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام للأستاذ الدكتور رشيد عبد الله ألجميلي وكتاب أصول الدعوة لعبد الكريم زيدان وكتاب حديث التقريب للطريفي. نسأل الله عز وجل أن يمن على بلاد المسلمين بالأمن والاستقرار ووحدة الكلمة والصف والخزي والعار لأعداء الإسلام والذين يحاولون تشويه صورة هذا الدين الحنيف بغضا بأهله وحقدا عليهم.