الأبعاد الجيوبوليتيكيه والقومية للصراع في مدينة كركوك العراقية (دراسة في الجغرافية السياسية)

Abstract

من المعروف عدم الاعتقاد بأن جميع الدول قد نشأت على أساس عرقي أو مذهبي ـ طائفي، إذ لو كان الأمر كذلك لتشرذمت الأمم والشعوب إلى كيانات سياسية مبعثره. لكن الصحيح بأن الدول في الغالب تتعدد فيها القوميات والمذاهب والأعراق، ويصبح التنوع العرقي على الأكثر سبباً من أسباب نهضة الأمم ومقاربته إلى حد كبير بظاهرة تنوع البيئة الطبيعية، مما يضيف إلى الدول إمكانيات كبيرة يمكن توظيفها ايجابياً لخدمة النهوض بالدولة بشكل يمكّن على العموم من الاستفادة من ايجابيات هذا التنوع عاش الانسان في ارض الرافدين منذ قديم الزمان انعم من خيراتها وابدع فيها واطل على المجتمع البشري بأقدم حضاره انسانيه ، توجت تلك بإنجازات رائعة في رقي الانسان وتطوره ، كان بفضل هذا التنوع البشري وضع اللبنه الصحيحه لبناء المجتمع البشري الراقي فلا ينكر احدا ماقام به السومريون والبابليون والأشوريون ، وان انطلاق الحضاره الانسانيه من تلك الديار والبطائح سجلت السبق الحضاري في الارشيف الانساني الى اروع ماتوصل اليه الانسان في مسيرة التاريخ ولايختلف اثنان على هذه الحقيقه اذا قدمت تلك الحضاره أنجازاتها للمستوطنين في بلاد الرافدين والانسانيه جمعاء ، بفضل عملهم المشترك تمكنوا من وضع اللمسات الخالده في بناء الحضاره . ((أما العراق فمنارة الشرق، وسرة الأرض وقلبها، إليه تحادرت المياه، وبه اتصلت النضارة، وعنده وقف حد الإعتدال، فصفت أمزجة أهله، ولطفت أذهانهم، واحتدت خواطرهم، واتصلت مسراتهم، فظهر منهم الدهاء، وقويت عقولهم، وثبتت بصائرهم، وقلب الأرض العراق، وهو المجتبى من قديم الزمان، وهو مفتاح الشرق، ومسلك النور، ومسرح العين)).(1)تكالبت قوى الشر وأجتمعت وزادت المطامع وكان لكل مرحله تاريخيه عنوان في المحاولات العديده للسيطره على هذا البلد الغني بموارده وأرثه الحضاري ووحدة شعبه من قبل الغزاة الطامعين كانت النتيجه دائما هي الفشل والخسران من قبل الاعداء، وهذا كله يعود الى تكاتف أبنائه وسعيهم المشترك لبناء حياة افضل والمساهمه الفعاله في بناء الحضاره الانسانيه ، وما لبثوا دائما ان واجهوا مصيرهم المشترك بفعاليه وعزم لدرء الخطرالمحدق عليهم والمهدد لكيانهم مجتمعين بكافة اجناسهم وأعراقهم ووحدة مصيرهم