واحرّ قلباه لأبي الطيب المتنبي دراسة تحليليّة

Abstract

المقدمة:ابو الطيب المتنبي, شاعرالعربية الأكبر, الذي كان ينام ملء جفونه عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم , وهو الذي اعترف له أهل زمانه بأنه مالئ الدنيا وشاغل الناس(1). واختلف معاصروه فيه وتطرفوا في رفعه اوخفضه , ولكنه حاز الرضا العام , وتتلمذ على شعره من جاء بعده من الشعراء إلى اليوم , ولذلك ألف حوله من الكتب أكثر مما ألف حول أي شاعر آخر.إذ بدأ المجد الحقيقي للمتنبي عندما اتصل بسيف الدولة الحمداني أمير الدولة الحمدانية في حلب الذي جعله شاعره الرسمي فخصه بأروع مدائحه وسجل بطولاته وملاحمه الحربية مع الروم.وكما مثلت هذه الحقبة مجد سيف الدولة الحمداني بوصفه بطلا عربيا فذا فقد مثلت أيضا أمجاد المتنبي بعده ابرز شاعر فقد تجاوزت شهرته حدود الزمان والمكان وتصدر بعبقريته الفذه من سبقه أو جاء بعده من الشعراء العربية. وقد اثمرت صحبة المتنبي لسيف الدولة أجمل أشعار ديوانه ولكن حسّاد الشاعر وخصومه تمكنوا أخيرا ــ من تغيير مشاعر الأمير, وهذا ما فجر قريحته لينظم لنا قصيدة شعرية وقف عندها كثير من النقاد والدراسين(2).وعلى الرغم من كثرة الدراسات التي تناولتها نجد ان هذه القصيدة (واحر" قلباه) بحاجه الى دراسة توضح جمالها الفني فهي كما وجدناها واحدة من روائع الشعر العربي , قائمة البناء , تشمخ بقدرتها على تجاوز زمانها الى هذا الزمان , انها تمثل حداثة الرؤية , وإحكام النسيج الذي يظل خالدا ما بقي المنشدون للقصيدة , ولذا سوف نقف عندها بدراسة تحليلية نقدية من خلال لوحات فنية رسمها الشاعر.فالمكان هو مجلس سيف الدولة يحف به الاعيان ويزخر بالنقاد والشعراء الذين كانوا يبغضون المتنبي , ويكنون له العداوة فالمتنبي إذ يلقي قصيدته ينتقل في الخطاب من سيف الدولة إلى نفسه إلى الجمهور المحتشد إلى اعدائه من الشعراء والمتشاعرين فتطاول احدهم على المتنبي , ولم يفعل سيف الدولة شيئا لنصرة شاعره العظيم , وكأنه رضي بذلك فغضب المتنبي , وأزمع على السفر إلى مصر تاركا سيف الدولة الذي كان يرجو أن يأخذ حقه من ابن خالويه الذي اعتدى على المتنبي في حضرته , فكتب هذه القصيده مادحا سيف الدولة معاتبا له.القصيدة /التحليلهي قصيدة الرحيل عن سيف الدولة , وهو رحيل اعتصره المتنبي حزنا وغضبا وخيبة أمل في الذين مدحهم بعده , ومطلع القصيدة ساطع بين المطالع الشعرية العربية التي تختصر التجربة حين يطفو الجمر على وجه القصيدة , فيقول البيت الأول نار القصيدة وحزنها وكبرياؤها عن ايقاعها في اللوحة الاولى التي اسميناها:1ـ الحب الواضح لسيف الدولة:واحر قلباه ممن قلبه شبمومن بجسمي وحالي عنده سقم(3)وا ....... تقابل عروضيا = مســــــ ........................ ولكنها دلاليا لاتقابلها فـ (الألف) خلقت امتداداً إيقاعيا يبينه المخطط الآتي: