صناعـــة السفــــن الحربيــــــة فـــي مــــدن البحـــر المتـــوسط وكيفيــة تطـــورها عند المسلمينخـــــلال القــــرن الأول الهجـــري / السابــــع الميـــــلاد

Abstract

الخلاصة ترتبط صناعة السفن بشكل عام بظهور أقدم الحضارات على سواحل البح المتوسط , ويعد المصريون القدماء هم رواد صناعة السفن , فقد صنعوا أول الأمر زوارق من القصب كانوا يستخدمونها في النقل والتجارة في نهر النيل , ثم صنعوا السفن من الخشب واستخدموا في تحريكها المجاذيف والاشرعة المربعة وهي الاخرى لاغراض التجارة مع مدن السواحل الشامية وخاصة جبيل . ولم تتمكن مصر من صناعة سفن حربية حتى نهاية الالف الثاني قبل الميلاد غير ان التطور اللاحق لصناعة السفن قد أحدثه سكان الساحل السوري حيث أضافوا أجزاء عليا للسفن الحربية لتستعمل من قبل المقاتلين والجذفين وأن رفع سقف السفينة عند الفينقيين يمكن رماة السهام من التصويب بسهولة على الاعداء , ثم زادوا فيها طابقا ثالثا لتكون أسرع بحركتها بحدود سنة 600 ق . م . وقد أخذ الاغريق نظام بناء السفن الفينقية وطوروه باستخدام سفن طويلة وصارت سفنهم بثلاثة طوابق بحدود سنة 500 ق. م ., وبعد أن سيطر الرومان على أقاليم البحر الابيض المتوسط شيدوا اسطولا بحريا قوامه سفنا تضم صفيين من الجذوفين , وبعد أن فتح المسلمون شواطيء البحر المتوسط كان عليهم إيجاد قوة بحرية لمواجهة الاساطيل البيزنطية , فقرر المسلمون جلال العصر الاموي الاستفادة من ذوي الخبرة من أبناء تلك البلاد في بناء السفن البحرية والملاحية ولذلك كانت السفن الإسلامية الاولى شبيهه بسفن الروم , لكن المسلمون أستطاعوا خلال فترة قصيرة أن يتفوقوا على من سبقوهم بهذا المجال فاعتمدوا القلع المثلث ووضعوا للسفن ساريات تحركها مجاذيف من حجم كبير , ويثبت القلع المثلث على عمود منحدر طويل ويحمل على صاري السفينة , وهذا الابتكار يجعل من السفينة أقدر على العمل وأسرع مما كانت عليه وكان أستخدام هذا النوع من السفن عند المسلمين قاصرا على أسطول البحر المتوسط .