علامات الوجوه في المشهد الاخروي في القرآن الكريم

Abstract

بعد هذه القراءة السيميائية للعلامات اللغوية الدالة على علامات الوجوه فيالمشهد الأخروي، كان لا بد لي من خاتمة أذكر فيها نتائج البحث وتوصياته.ظهرت علامات الوجوه في المشهد الأخروي في القرآن الكريم في ستة عشرموضعاً، وقد انقسمت هذه المواضع على قسمين متساويين، إذ أشارت ثمانية مواضعإلى علامات الوجوه المنعمة، في حين أشارت المواضع الثمانية الأخرى إلى علاماتالوجوه المعذّبة، وتبعاً لتمظهرات الوحدات السيميائية التي أشارت إلى النوعين منالوجوه، فقد انقسم البحث على قسمين رئيسين هما:1. الوحدات السيميائية الدالة على الوجوه المنعّمةامتازت هذه الوحدات بأ اّهن حكت علامات النعيم التي ظهرت على وجوهالمؤمنين، ومن هذه العلامات بياض الوجوه ونضارتها وإسفارها وضحكهاواستبشارها، وأنها ناعمة ولسعيها راضية، وبعدم معاناتها من أي سوء أو ذلّة وهيعلامات تظهر الراحة النفسية والاطمئنان الروحي الذي يحسّ به أصحاب هذهالوجوه، وهم المؤمنون الصالحون.2. الوحدات السيميائية الدالة على الوجوه المعذّبةأظهرت هذه الوحدات علامات الخوف والقلق والحزن، والغضب والندموالخسران التي بانت على وجوه الكافرين، ومن هذه العلامات اسوداد الوجوهوتعبها، وكلوحها، وبأ اّهن باسرة وخاشعة وعاملة وناصبة، وهي علامات تحكيالتعب النفسي والقلق الروحي والخوف والندم الذي اعتمل في نفسيات الكافرين،ثم ظهر في وجوههم. كان السواد من أكثر العلامات التي ظهرت على وجوهالكافرين المعذّبة؛ وذلك لأنّ اللون الأسود يشير سيميائياً إلى الحزن والقلق والكآبةوالرفض والسوداوية والصمت والموت، والمصير المأساوي الفاجع، والعاقبةالسيئة، وهذه كلّها إشارات ظهرت في الوجوه المعذّبة، أحال إليها اللون الأسودبقدرته الإيحائية التي يتمتع بها.يوصي البحث بانتهاج المناهج النقدية الحديثة في تحليل النصوص ولاسيّما المنهجالأسلوبي والمنهج السيميائي، وتطبيق آلياتهما المتّسمة بالدقة والشمولية والسعة، فيتحليل النصّ القرآني، وتطبيقها تطبيقاً واعياً يتماشى مع طبيعة هذا النص المعجز،ويحافظ على قداسته.ويوصي البحث بعملية التلاقح بين العلوم في دراسة النص القرآني، ولاسيماالعلوم الإنسانيّة، ومنها علم النفس وعلم الاجتماع، فهذان العلمان لهما حضورواسع في القرآن الكريم، ولهما تجليات كثيرة في آياته البينات، وقد منحنا المنهجالسيميائي القدرة على دراسة النصوص دراسة لغوية نفسية عبر المسار السيكو ن ،ّيص ودراستها دراسة لغوية اجتماعية عبر المسار السوسيو نصي، فالأول يرصدآليات توليد الدلالة النفسية داخل النصوص، والثاني يرصد آليات توليد الدلالةالاجتماعية داخل النصوص. وهكذا سوف نتمكن من دراسة النصّ القرآني منوجهة نظر أكثر من علم.