Journey of Ibn Battuta source on the status of Basra in the 8th century AH / 14

Abstract

تعد كتب الرحلات من أهم المصادر التاريخية كونها تقدم معلومات دقيقة نتيجة المشاهدة والمعايشة، وتكون معلوماتها محددة زمنيا، فضلا عن شمولية المعلومات التي تخص الأصعدة كافة. من أهم كتب الرحلات رحلة ابن بطوطة في القرن الثامن الهجري الذي جاب العالم الإسلامي يومذاك واستمرت رحلته (27 ) سنة ( 725 ـ 752 هـ ) ، وتكمن أهمية رحلته في أن العالم الإسلامي في هذا القرن يعيش انحلالا سياسيا بعد الغزو المغولي ، وقد ندرت المصادر التي تتحدث عن مشرق العالم الإسلامي بالذات ، فجاءت رحلة ابن بطوطة لتقدم لنا معلومات غاية في الأهمية . كان للبصرة نصيب من رحلة ابن بطوطة مع انه لم يقدم معلومات كثيرة لكنها ألقت بصيصا من الضوء عن حال البصرة يومذاك ، إذ انتقال البصرة إلى الشرق من مكانها الأول إلى ما يسمى اليوم بالبصرة القديمة ، وخلو البصرة الأولى من أهلها ، وأكد ابن بطوطة على اتساع مساحة البصرة ، وازدهار الوضع الزراعي فيها إذ كثرة الفواكه والأشجار التي من أهمها النخيل الذي امتد على طول البصرة مشيرا إلى بعض أنواع التمور ، والدبس الذي يصنع منه . أما فيما يخص الوضع الإداري فقد انفرد ابن بطوطة بذكر اسم والي البصرة في تلك المدة، وأشار أن البصرة كانت تتكون من ثلاث محلات ذكرها وذكر رئيس كل محلة . تحدث ابن بطوطة عن مسجد البصرة الذي أسماه مسجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وتعد إشارة ابن بطوطة هذه أقدم إشارة إلى ربط اسم هذا المسجد بالإمام علي ( عليه السلام ) ، وأنه المسجد الذي يقيم فيه أهل البصرة صلاة الجمعة ، وذكر أن له صوامع سبعا منها الصومعة التي تتحرك إذا ذكر عندها اسم أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . أشار ابن بطوطة إلى مشاهد وقبور عدد من الصحابة والتابعين والأولياء كمشهد طلحة والزبير وقبور أنس بن مالك والحسن البصري وعتبة بن غزوان وابن سيرين ومالك بن دينار وعبد الله بن سهل التستري ، مشيرا إلى قبابها وما فيها من زوايا للفقراء وأبناء السبيل . ولكن ابن بطوطة لم يذكر متى دخل البصرة ؟ ومتى خرج منها ؟ وما المدة التي قضاها فيها ؟ وأين أستقر ؟