دور الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية الاقتصادية للدول النامية مع إشارة خاصة للتجربة الصينية

Abstract

يمثل الاستثمار النشاط الاقتصادي الأساسي , ومفتاح التنمية الاقتصادية لدول العالم المختلفة بخاصة الدول النامية التي يفتقر العديد منها إلى رأس المال بسبب ضعف مدخراتها الوطنية الناتجة أصلاً من ضعف مستوى الناتج المحلي الإجمالي. ويعد الاستثمار الأجنبي المباشر أحد أوجه العلاقات الاقتصادية الدولية , وعنصراً أساسياً لتنمية الدول النامية المحتاجة له إذا ما تلائم ومصالحها الأساسية لتحقيق تقدمها الاقتصادي وتحديثها العلمي والتقني .وأمام ذلك فإن لهذا الاستثمار أهداف اقتصادية وغير اقتصادية بخاصة في ظل العولمة الاقتصادية التي جعلت من العالم سوقاً واحدة في مخلف الأنشطة الاقتصادية . وبوصف هذا الاستثمار أحد وسائل هذه العولمة فإن له منافع مثلما له مساوئ , لهذا فإن الدول النامية التي تعاني من ندرة رأس المال والافتقار للتقدم العلمي والتقني يشكل لديها هذا الاستثمار حاجة أساسية يدفعها إلى اعتماد سياسات وإجراءات لجذبه في اقتصادياتهم على وفق نظام أولويات يقود إلى إنجاح تنميتها الاقتصادية .وعند قراءة التاريخ الاقتصادي المعاصر تتضح التجربة الاقتصادية الصينية في مقدمة الدول النامية التي تعاملت بنجاح مع الاستثمار الأجنبي المباشر بعد أن وفرت له المناخ الاقتصادي وغير الاقتصادي المناسب , والذي تجاوزت فترته أكثر من ثلاثة عقود استطاعت بها هذه التجربة من تحقيق معدلات عالية للنمو الاقتصادي وتحديثاً متسارعاً في ميدان العلوم والتكنولوجيا .