الإنحراف اللغوي مصطلحاته وأنواعه .

Abstract

تعددت المصطلحات التي يراد بها التعبير عن الانحراف اللغوي أو كما يسمى المخالفة اللغوية ، إذ كثيراً ما تردد في الدراسات اللغوية مصطلحات تعبر عن ذلك منها ، اللحن والزلة والعثرة والغلط والخطأ ، وقد أخذ هذا البحث على عاتقه محاولة الوقوف على هذه المصطلحات ، وبيان الفروق فيما بينها ، ساعياً إلى الوصول إلى مصطلح موحد واحد يدل على الانحراف اللغوي ( المخالفة اللغوية ) بأنواعه ومستوياته كافة لاسيما أن دراسة الخطأ والصواب اللغوي أخذت حيزاً واسعاً من المباحث اللغوية الحديثة ، وذهب كثير من الباحثين إلى عدّها من المباحث الأساسية للدراسة المعيارية للغة ؛ لأنها تقوم على تصنيف الأداء اللغوي من حيث الخطأ والصواب ، وإحصاء ما وقع فيه من أخطاء ، وتصويب تلك الأخطاء حتى يصل ذاك الأداء إلى المستوى المقبول المنسجم مع قواعد اللغة (1) . وقد ظهر الانحراف اللغوي عن سنن العربية في وقت مبكر ، إذ ذكر أبو الفتح بن جني ( ت 392هـ) أن رجلاً لحن بحضرة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) فقال : ( ارشدوا أخاكم فقد ضل)(2) وروى الجاحظ ( ت 255هـ ): ( أن أول لحن سُمع بالبادية ( هذه عصاتي ) بدلاً من عصاي ، وأول لحن سُمع بالعراق ( حيِّ على الفلاح ) بكسر الياء بدلاً من فتحها ) (3) . وسنبدأ بالحديث عن أقدم هذه المصطلحات في التراث اللغوي العربي وهو مصطلح اللحن