الرحلة العلمية وتأثيرها على الحياة الفكرية في واسط خلال العصر الايلخاني

Abstract

الحمدُ لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى اله وصحبه أجمعين.لقد أصبح من مهام الدولة الإسلامية فضلاً عن نشر الدين الإسلامي هو نشر العلم والمعرفة، وقد سهل الدين الإسلامي التواصل المعرفي, وانتقال الناس وطلبة العلم في أرجاء المعمورة، وهذا ما عرف بالرحلة في طلب العلم, وان للرحلة العلمية أهدافاً سامية في الإسلام, إذ إن الرحلة العلمية هي التي قام بها علماؤنا الأجلاء وتلامذتهم طلبا للعلم وللمعرفة فتنقلوا من بلاد إلى أخرى ولاقوا صعوبات ومشاق متعددة، وقد تحملوا كل ذلك ناذرين أنفسهم للعلم، وبهذا أصبحت الرحلة العلمية تشكل إحدى أهم الوسائل للتواصل المعرفي بين أرجاء الدولة الإسلامية، وقد رحل الكثير من العلماء من أرجاء واسعة ومتعددة ليطلبوا العلم في العراق ومدنه ونخص بالذكر مدينة واسط, فالتقى هؤلاء العلماء بمشاهير الشيوخ وتتلمذوا عليهم، ومنهم من استقر في العراق ومنهم من رحل إلى بلاده لينشر ما اكتسبه من علم ومعرفة فيها .وبما أن مدينة واسط من المدن المهمة في العراق ومن أهم المراكز العلمية فقد مثلت مركز استقطاب العلماء واحتضانهم، ومما تجدر الإشارة إليه أن رحلات اغلب العلماء الواسطيين لم تكن مقتصرة على العراق وإنما تعدتها إلى بلدان أخرى مثل الحجاز وبلاد الشام ومصر وغيرها, وبالمقابل فقد رحل بعض علماء العالم الإسلامي إلى واسط ليكتسبوا العلم والمعرفة ولينشروا ذلك إذما حلوا, وبفضلهم دخلت مؤلفات عدة في العلوم العقلية والنقلية إلى هذه البلاد.وقد اقتضت ضرورة البحث أن نقسمه إلى مقدمة ذكرنا فيها أهمية البحث وأهم المصادر المعتمدة في البحث،والمبحث الأول تناول تعريف الرحلة العلمية ثم ذكرنا أهم العلماء الذين رحلوا من المدن الإسلامية إلى واسط, أما المبحث الثاني فتناولنا فيه أهم العلماء الواسطيين الذين رحلوا من واسط وشيوخهم وتلاميذهم ومصنفاتهم وأخبارهم.