الاستثمار الزراعي في العراق ومقومات نجاحه

Abstract

تؤشر العلاقات الإنتاجية شبه القطاعية التي سادت الريف والزراعة في العراق عرقلة إمكانية تطور ونمو القوى المنتجة وبقاء القطاع الزراعي متخلفا ،حيث برزت مظاهر التخلف في الزراعة من خلال انخفاض مستوى الإنتاج ومعدل غلة الدونم وانخفاض أعداد الثروة الحيوانية وهذا يعود لأسباب متعددة مثل الجهل والأمية المتفشية بين الفلاحين وعدم معرفتهم للأساليب العلمية الحديثة في الزراعة مما يؤثر على الأساليب المستخدمة في الزراعة وقلة استخدام الأسمدة لزيادة خصوبة التربة وانتشار الأملاح وسوء التصريف ومشاكل الري وغيرها من العوامل في توقف أو عجز هذا القطاع عن مواكبة القطاعات الأخرى في التطوير والتوسع والاستثمار ودعم الاقتصاد .لقد شهد القطاع الزراعي في العراق تهميشا خلال الحقب الماضية ولم يتح لهذا القطاع أية فرصة لتطوير وتحسين أدائه أو خلق فرصة للاستثمار فيه فلم يحصل تطور واضح وبشكل ملفت للأنظار في العمليات الزراعية والصناعات الغذائية ،ولا أية مبادرات أو ابتكارات وظل الواقع الزراعي يعاني إلى حد كبير من عدم وجود مستلزمات الزراعة الحديثة من بذور ومبيدات الحشرات والتشكيلات الكاملة من الممارسات الزراعية المحسنة مثل الحراثة الحديثة وطرق الري الحديثة واستخدام الأسمدة والتكنولوجيات الحديثة خصوصا في ظل الحصار والعقوبات الاقتصادية التي فرضت ما بعد عام 1991.بالمقابل يتوفر في العراق مستلزمات زراعة متطورة من أراضي صالحة للزراعة وموارد مائية وبشرية لبناء قطاع الزراعي ،فضلا عن إن القطاع الزراعي العراقي بحد ذاته يعد أرضا خصبة للاستثمار فيه وذلك لما يتمتع به العراق من المقومات السابقة الذكر مما يجعل من المشاريع الاستثمارية الزراعية ذات فوائد كبيرة وكثيرة وأيضا لا نستثني من هذه المشاريع الزراعية المشاريع الاستثمارية الخاصة بالثروة الحيوانية وما تنتجه هذه الثروة من منتجات ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الخارجي من خلال تصدير منتجات هذه الثروة بعد تغطيتها الاستهلاك المحلي ،كذلك الثروة السمكية ومقومات الاستثمار في هذا المجال ،فالعراق يملك بيئة جيده جدا لتطوير وتوسيع هذه الثروة وزيادة الاستثمار فيها وتطويرها وهذا ما يؤدي بالنتيجة إلى تطوير القطاع الزراعي في القطر والارتقاء بمستوياته الإنتاجية والتسويقية والمكننه والوسائل الأخرى التي تدفع بعجلة هذا القطاع نحو التطور . لقد أتاحت فقرات ومواد قانون الاستثمار الجديد فرصة كبيرة لتطوير القطاع الزراعي في العراق والارتقاء بمستوياته الإنتاجية والتسويقية والمكننة والوسائل الأخرى التي تدفع بعجلة هذا القطاع نحو التطور .