الأهداف التربوية بين الأصالة والمعاصـرة

Abstract

المقدمة :-تُعد الاهداف التربوية مخرجات للتعلم ونواتج منه موضوعاً بالغ الاهمية في العملية التربوية ، لأن الاهداف هي التي توجه كل عناصر العملية التربوية وتضبطها أبتداءً من وضع الخطة وتصميم المقررات وطريقة التنفيذ ، وأبتداءً بقياس ما حقق وتقويمه ، ويعد تحديد الاهداف بصورة واضحة هي الخطوة الاولى في التقويم ، وفي حالة عدم تحديد الاهداف التعليمية سوف تفتقد اساساً سليماً لأختيار المحتوى وتصميم الوسائل واختيار اساليب التقويم الملائمة التي تعطينا الصورة الحقيقية عن مدى ما حققنا من اهداف (3 ، جامل وأخرون ، 1998: ص58 ) مفهوم الهدف : ((هو نتاج متوقع حدوثه لدى المتعلمين في ضوء إجراءات وإمكانات وقدرات معينة)) (18، مرعي ومحمد، 2000: ص35). وعرفه ( مبارك 1994 ) بانه (( عبارة عن وصف انماط السلوك الذي ينتظر حدوثها في شخصية المتعلم نتيجة مروره بخبرة تربوية او موقف تعليمي معين ( 17، مبارك ،1994 : ص2 ) وعرفه ( الحيلة 1999 ) بأنه : هدف عام يصف المهارات الكلية النهائية التي يتوقع من المتعلم ان يظهرها بعد عملية التعلم (7 ، الحيلة ، 1999:ص116) وتعرفه الباحثة بأنه (( التغيير المتوقع حدوثه في سلوك المتعلم نتيجة مروره بخبرات ومواقف تعليمية معينة )) . فالأهداف العامة للتربية الإسلامية بمفهومها الشامل، هي أشبه بالعلامات التي تبين معالم الطريق وترشد المسافر في رحلته فالهدف العام للتربية الإسلامية هو تنشئة الانسان الصالح الذي يعبد الله حق عبادته ويعمر الارض على وفق شريعته ويسخرها لخدمة العقيدة على وفق منهجه وهذه الغاية او الهدف البعيد يمكن أن يشتق منه اهداف متعددة تكون اكثر تحديدا واكثر قدرة على توجيه العملية التربوية ( 14، عبد الله ، 1991: ص84 ) وبهذا تقدم التربية الاسلامية المنظومة المتكاملة من المعتقدات عن طبيعة المعرفة ووسائلها ، والسبل الموصلة اليها ، ثم الهدف العام والنسق القيمي والاخلاقي الذي يحكم حياة الفرد والمجتمع والامة ، لذا نجد ان الاساس الفلسفي للتربية عموما ولمناهج التربية والتعليم الاسلامية على نحو خاص ينبثق من نظرة الإسلام الى الكون ، والحياة والإنسان ، ومن هذا الاساس الفلسفي تشتق الاهداف العامة للتربية والتعليم ، ثم الاهداف الخاصة بكل مرحلة تعليمية ، ويمثل محتوى منهج التربية الاسلاميةعلى مواد كسب المهارة وتعلم الصناعات المختلفة والاعداد للحياة العملية والعمل الجاد الذي يعين الانسان على عمارة الارض بمقتضى منهج الله ، فضلاً عن مواد ترقية الوجدان ، وإبراز عظمة الله في خلقه ( 10، السعدون ،2003: ص3 ) وتتفق الباحثة مع عبد الله على ان الاهداف التربوية هي بمثابة الاطار الذي يحدد معالم العملية التربوية اذ تحدد وجهة سيرها وتعين على اختيار محتوى المنهج وطرائق التدريس وطرائق التقويم الملائمة ، وإن الاهداف العامة للتربية تحدد نمط الادارة التربوية والمناخ الصفي والعلاقة بين القائمين على توجيه العملية التربوية والمستفيدين منها ، وبما ان الغاية الاساسية للتربية تختلف من مجتمع الى اخر ، فأن الاهداف العامة تختلف تبعا لذلك بأختلاف المجتمعات (14، عبد الله ، 1991: ص80 ) أولاً- أهمية تحديد الاهداف التربوية :-يمكن ابراز الدور المهم للأهداف التربوية وذلك على النحو الأتي : 1- تعنى الاهداف التربوية في مجتمع ما بصياغة عقائده وقيمه وتراثه وأماله وأحتياجاته ومشكلاته .2-تُعين الاهداف مخططي المناهج على اختيار المحتوى التعليمي للمراحل الدراسية المختلفة وصياغة اهدافها التربوية المهمة 3-تساعد الاهداف التربوية على تنسيق العمل وتنظيمه وتوجيهه لتحقيق الغايات الكبرى ولبناء الانسان المتكامل عقليا ومهاريا ووجدانيا في المجالات المختلفة. 4-تؤدي الاهداف التربوية دوراً بارزاَ في تطوير السياسة التعليمية وتوجيه العمل التربوي إلى رأي مجتمع .5-يساعد تحديد الاهداف التربوية في التنفيذ الجيد للمنهج من حيث تنظيم طرائق التدريس وأساليبها وتنظيم وسائل وأساليب مختلفة للتقويم وتصميمها.( 9، سالم ، 1997: ص14 )لذا ان تحديد الاهداف التربوية ضروري لكل ضروب السلوك الواعي وتزداد اهميتها في العملية التعليمية التي يراد منها توجيه الجيل وبناء صرح الامه وتعيين اسلوب السلوك في حياة الفرد والجماعة ، حتى يجتاز البشر هذه الحياة بسعادة ونظم وتعاون وبانسجام وتفاؤل ورغبة وإقدام ووعي وتدبر وأحكام (21، النحلاوي ،2001 : ص106 )