((وسائل الري التقليدية المستخدمة على شط الحلة للفترة 1900 -1970))

Abstract

بالرغم من حاجة بلاد وادي الرافدين إلى شق القنوات وتنظيم الري السيحي وتنظيم السدود كان هناك ،نشاطاً في سبل إيصال المياه إلى الحقول المرتفعة نسبياً وبشتى الوسائل وبأحسن الطرق لرفع الماء. أن الأسلوب الذي تُستخدم فيه الكرود والنواعير والمضخات المائية وهذه الوسائط لتوفير وصول الماء إلى الأراضي الزراعية المرتفعة لعدم تمكنها من ريها سيحاً يسمى الري بالواسطة ، ويمكن لأي مشاهد يمر على ضفاف شط الحلة ليرى القنوات القديمة وبقايا الأحواض والسواقي وهياكل وأجداث الناعور المبعثرة والتي تشير لقدم وجودها فعفا عليها مرور الزمن وغطى بقياها التراب ألا وقد شعر بفخر ابداع أجدادنا الذين عاشوا وكافحوا ثم تركوا لنا من خلال وسائلهم تلك أروع طرق الري على طول الأنهار والجداول ،ولعل الباحثين تمثلوا على شكل فريق كلاً على مجاله ودراسته في إعطاء نبذة دراسية عن الفترة الزمنية للبحث فتطرق المؤرخون على الحالة السياسية وما دارت من أحداث مهمة والمهندسون تطرقوا إلى تنظيم الري وتصريف المياه والبزل للفترة المذكورة وأما الجغرافيون فأنهم تطرقوا وبطريقة موجزه لوسائل الري وأسموها بالكرد والناعور أو الوسائل القديمة ولم يقفوا على تفاصيل هذه الآلات وكيفية العمل بها وتوزيعها الجغرافي وكأن الكل يعرفها واغفلوا عن أنها أصبح البشر في هذا الوقت يجهل الطريقة التي كانت تعمل بها هذه الآلات ومكوناتها وأثرها الاقتصادي وغيابها الحالي عن العمل وهذا من دواعي البحث. ولابد من الإشارة إلى الأسباب التي دعتني إلى دراسة هذه الفترة 1900-1970 كونها هي فترة استخدمت فيها ثلاثة أنواع من هذه الوسائل وهي الكرد والناعور والماكنة الديزل فهي فترة نهاية الآلات القديمة وبداية عصر النهضة من حيث تنظيم الري ودخول المضخات على شط الحلة تضمنت الدراسة على الإطار النظري من مشكلة البحث وفرضية البحث وهدف البحث ومبرراته والامتداد المكاني لمنطقة الدراسة وحالة الشط ومناسيبه، وقد اشتمل على وسائل الري وبمضمون هذه الوسائل حتى دخول ماكنة الديزل في منطقة الدراسة.