التناسب في القرآن الكريم سورة الطارق - أنموذجاً-

Abstract

•سورة الطارق من السور المكية ، قد عالجت بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية ، ومحور السورة يدور حول الإيمان بالبعث والنشور ، وقد أقامت البرهان الساطع والدليل القاطع على قدرة الله سبحانه وتعالى على إمكان البعث ، فان الذي خلق الإنسان من العدم قادر على إعادته بعد موته .•ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات الكواكب الساطعة ، التي تطلع ليلاً لتضيء للناس سبلهم ، ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ، على أن كل إنسان قد وكل به من يحرسه ، ويتعهد أمره من الملائكة الأبرار: وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ{2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ{3} إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ .•ثم ساقت الأدلة والبراهين على قدرة رب العالمين على إعادة الإنسان بعد فنائه: َلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7} إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ .•ثم أخبرت عن كشف الأسرار ، وهتك الأستار في الآخرة ، حيث لا معين للإنسان ولا مصير: يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ{9} فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ .•وختمت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن العظيم ، معجزة النبي محمد الخالدة ، وحجته البالغة إلى الناس أجمعين ، وبينت صدق هذا القرآن ، وأوعدت الكفرة المجرمين بالعذاب الأليم: َوالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ{11} وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ{12} إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14} إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15} وَأَكِيدُ كَيْداً{16} فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً .هذا وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين