الهجرة الى الحبشة أسبابها ونتائجها

Abstract

لقد كان الأذى الذى أصاب أصحاب النبي ﷺ في عقيدتهم وعبادتهم وأنفسهم ، وراء ما جرى لهم حسبة لله تعالى من الهجرة وترك الاهل والاوطان ، والمال .ولقد كان اختيار جعفر بن أبي طالب (رض) أميراً للجماعة الاسلامية في دار الهجرة اختياراً موفقاً ، إذ استطاع بحسن منطقه وسرعة بديهته وحسن توكله على الله جل وعلا من الخروج من مؤامرات قريش لردهم ، برأس مرفوعة فضلاً عن كسب الملك إلى جانبه.لقد دخل الاسلام في الحبشة ، وعدّ أولئك المسلمون نواة ، للوجود الاسلامي في غرب البحر الاحمر ، ثم في وسط وجنوب القارة الافريقية، بعد ذلك .بل وكان اقتحام هذا الدين بلاط الملك ، امتحاًناً مبيناً لأولئك المهاجرين الذين لمسوا ثمرات دعوتهم في اسلام وفد الملك القادم من نجران إلى مكة، ثم اسلام آخرين في المدينة المنورة ، وتشرفوا جميعاً بخدمة النبي ﷺ لهم ، مكافأةً لهم .عُدّت الهجرة إلى الحبشة ، هجرة إلى المدينة أيضاً ، ونالهم من الأجر ما نال أولئك وزيادة .ويمكن القول أن باب الهجرة ما زال مفتوحاً ، ما دام هناك إيمان وتوبة ..وكانت عودة المهاجرين قد اثلجت صدر الرسول عليه الصلاة والسلام ، بعد أن نجح في إقامة دين الله ودولة الاسلام ، ودحر أهل الكفر والشرك ، وأهل الفساد ، ودعاة الباطل ..وهكذا كانت دروس الهجرة ، بذل المال والنفس ، وتضحية بالأهل والاحباب والوطن ، مقابل ما عند الله أولاً ، وطاعة الرسول ﷺ وأولى الأمر ، أحدى مظاهر طاعة الله جل وعلا ، فإذا ما وضعت الطاعة في ما يرضى الله متى أراد رسول الله أو متى أراد ولي الأمر من المؤمنين فعند ذلك ستكون قد تمسكت بركن حصين وقانون متين من سنن الخالق جل وعلا التي لا تتغير إلا إذا حدث التغيير .. سلباً أو ايجاباً بإذنه جل وعلا .والحمد لله رب العالمين