أثر علم الكلام في تعزيز مفاهيم الوحدة بين المسلمين

Abstract

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.وبعد: فلا بد من وقفة تأمل واستذكار لما حققه البحث من مقاصد وما توصل إليه من نتائج بعد أن اكتملت صورته بالشكل الذي رسمناه له، فأقول:1) أوضح هذا البحث حقيقة موضوع علم الكلام الذي قاد بدوره إلى معرفة وظيفة المتكلم، إذ إن علم الكلام وظيفته الدفاع عن الإسلام شريعة وعقيدة وسلوكا، وحينما يتهم الإسلام منهجا ونظما وتشريعات بالتطرف فان على المسلم والمتكلم على وجه الخصوص بيان زيف هذا الادعاء وكذبه.2)أوضح هذا البحث بأن مفهوم ومضامين الوحدة وجدت لها أرضية خصبة في الدراسات الكلامية وقد تم التأسيس لها. 3)بين البحث أن أكبر عامل أسهم في شيوع مفاهيم الوحدة هو الصورة الأليمة التي رسمها المتشددون والغلاة والمتعصبون لأفكارهم وما نتج عن ذلك من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.4) أكد البحث على أهمية إبراز القدوة الحسنة أو الرمز فمن المعروف انه يوجد في كل مذهب من المذاهب ومدرسة من المدارس من يمكن عده متساهلا أو متشددا لكننا يجب ان نغض الطرف عن الاثنين ونبرز النماذج الوسطية لضرورة العصر، يروي ابن عساكر عن إلامام الأشعري انه حين قرب حضور اجله في بغداد قال لأحد تلامذته: اشهد علي أني لا اكفر أحدا من أهل هذه القبلة، لان الكل يشيرون إلى معبود واحد وإنما هذا كله اختلاف عبارات.•التوصيات1)إعادة فهم وقراءة بعض المسائل الكلامية والتي على أساسها جنح كثيرون إلى التشدد والذي قاد بدوره إلى التبديع والتفسيق والتكفير.2)محاولة التأسيس لقراءة جديدة لنصوص الولاء والبراء سواء في الكتاب أو السنة وحتى أقوال الصدر الأول من الصحابة وآل البيت وصولا إلى فهم مشترك وواقعي ينسجم مع متغيرات العصر الحديث وتحدياته. 3)ضرورة مقارعة أمية العقيدة قبل أمية الكتابة والقراءة وذلك من خلال تحذير العوام من الولوج في فهم القضايا العقدية وبناء تصوراتهم على وفق قراءاتهم الخاصة وغير المنضبطة بأصول وقواعد التفكير العلمي والأكاديمي.4)وجوب تضمين مفردة الوسطية في البحوث الكلامية المعاصرة ومعالجتها معالجة دقيقة وفق مناهج وآليات رصينة.5) عقد المؤتمرات الدورية والندوات العلمية واللقاءات المشتركة بين كافة المدارس الكلامية لتعميق النهج الوسطي في الدراسات العقائدية.6) إنشاء مجمع علمي أو مؤسسة علمية تأخذ على عاتقها نشر الدراسات الفكرية والبحوث العلمية التي تؤسس للوسطية وتدعو لها، مع عدم إغفال دعم التوجهات الوسطية ومكافأتها بما يكون حافزا للآخرين لسلوك النهج الوسطي.7) ضرورة تأليف الكتب المنهجية التي تعمق مفهوم الوسطية في كافة العلوم الشرعية العلوم العقائدية والفقهية.8) إصدار القوانين المحرمة على الآخرين استخدام المفردات التي من شأنها إثارة النعرات الطائفية أو الاستخفاف بمعتقدات الآخرين ورموزهم الدينية تحت أي مسوغ كان.9)ملء الوسط التعليمي والتربوي بالكفاءات؛ إذ إن دور المؤسسات التعليمية خطير في إرساء دعائم السلام الفكري وفعاليته وخاصة في المرحلة الجامعية التي يصبح الشباب فيها في قمة الحيوية والنشاط وتدافع الأفكار، وتجاذب الأطراف من خير وشر، فإذا قامت الكفاءات داخل هذه المؤسسات بواجبها في بناء العقول وترشيد المعارف فإنها قد تعيد بناء عقول ناشئتنا بما يؤهلهم للمساهمة في تفعيل المشروع الحضاري.10)تدريب أفراد المجتمع على البحث العلميوإكسابهم مهارات استخدام تقنيات المعلومات وإطلاق الفكر في التصور والبحثوالاستقراء، مع تنمية المهارات الإبداعية.11)تقديم الأنشطة المتنوعة التي تعمل على تنمية شخصيةأفراد المجتمع وغرس مفاهيم الحوار والوسطيةوتقبل الرأي الآخر.

Keywords

Impact, speech, unity