فكر التنصير المعاصر وسبل مواجهته إلكترونيا

Abstract

تبين لنا من صفحات البحث ما قام ويقوم به المنصرون والمستشرقون من تدبير المؤامرات ضد الإسلام والمسلمين، وتشويه الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، والرسالة المحمدية، وذلك بنشر الأضاليل حتى يفقد المسلمون الثقة بأنفسهم، فيعتقدون أن الإسلام هو سبب انحطاطهم وأن المبشرين والمستعمرين أصابع التنصير، وتعاليمهم هي الطريق الوحيد لنهضتهم ورقيهم.لكن سرعان ما استيقظ المخلصون من رجال الإسلام، فأرشدوا إلى هذه الهاوية التي يكاد المسلمون يتردون فيها، فبدأ المسلمون يحسون ويتألمون، ثم وقفوا يعملون لطرد المستعمرين وأذنابهم من المنصرين، وبعد ذلك اتجهوا إلى ماضيهم المجيد ورجعوا إلى كتابهم الرشيد، فبدأت في كل قطر يقظة، وفي كل أمة إسلامية نهضة، ولكن هل نكتفي بذلك بحجة أن الإسلام له من القوة الذاتية ما يستحيل على أعدائه أن يؤثروا فيه لصفاء جوهره وقدسية تعاليمه وقوة حجته وسلامة منطقه؟ الجواب: لا نكتفي بذلك.إن واجب المسلمين يقتضيهم القيام بنشر الإسلام والدعوة إليه، ولأن الرسالة الإسلامية موجهة إلى البشر جميعا، وهي على الرغم من ثرائها بالحجج والبراهين فهي دائما في حاجة إلى من يقوم بعرضها بأسلوب يتماشى مع كل بيئة ويتخذ من الوسائل ما يتوفر لكل عصر.والقرآن الكريم قد أهاب بالرسول الكريم بأن يبذل ما في وسعه لنشر الدعوة بين الأمم، والمسلمون مأمورون تبعا له بحمل الشعلة وتبليغ الرسالة الإسلامية، ويمكن تلخيص واجب المسلمين حاليا في موجهة النصرانية وفي نشر الدعوة الإسلامية وفي اتباع الآتي:1. تمسّك المسلمين بتعاليم الإسلام وآدابه، حتى يضعوا المثل الكامل والقدوة الحسنة لجذب الناس إليه، وهذه مهمة العلماء المسلمين والوعاظ وأئمة المساجد وأولياء الأمور والآباء والأمهات، والعمل على ربط البيت المسلم بالمسجد.2. تطوير مناهج التعليم في مراح التعليم المختلفة مما يجعلها تتلاءم مع طبيعة العلوم الإسلامية، واستيعابها، مع الاهتمام بدراسة القرآن الكريم وحفظه، حتى ينشأ جيل يفهم الإسلام ويتأثر بتعاليمه.3. العمل على إزالة العوامل والأسباب التي فرقت بين المسلمين، وجعلتهم أحزابا مختلفة، ومذاهب شتى، سياسية واجتماعية، وذلك يكون بالرجوع إلى جوهر الإسلام وعماده القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وهدي الخلفاء الراشدين المهديين بعد رسول الله .4. يجب على الحكومات الإسلامية أن تتجه نحو التشريع الإسلامي؛ لأن فيه أسباب النهضة والرقي، وأن تطهر قوانينها وتشريعاتها مما علق بها من قوانين ومواد أجنبية تختلف عن بيئتها وطباع أهلها، فإذا تحقق ذلك تحول المجتمع في فترة وجيزة إلى مجتمع إسلامي صحيح في نظمه وأخلاقه.5. العمل على تطوير الكتب الدينية والمؤلفات الإسلامية، حتى يظهر الإسلام بصورته الجميلة المبسطة السهلة؛ لأن الإسلام دين يخاطب العقل، ولا يدعو إلى الانطلاق من دون التجارب الأخرى والحضارات العلمية المختلفة، بل ويدعو إلى القراءة والعلم.6. تثقيف الدعاة المسلمين المزمع إرسالهم إلى الدول الأجنبية، وتطوير مهمتهم، حتى يكونوا على المستوى الذي يليق بالإسلام، وأن يكونوا على دراية بكيفية نشر الدعوة الإسلامية واللغة العربية على أوسع نطاق، لأنه للأسف أغلب الدعاة أرسلوا فقط لتعليم الحساب والخط وقواعد الإملاء واللغة العربية.7. إنشاء المنظمات الإسلامية المختلفة التي تخدم الإسلام على أن تكون مهمة هذه المنظمات منحصرة في كشف أساليب التنصير، ومؤامرات المنصرين والمستشرقين أولا بأول، والرد عليهم، وعلى افتراءاتهم وأضاليلهم ضد الإسلام والمسلمين ونشر هذا الرد على العالمين، ثم بالقيام بالدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وهذه يجب أن يحشد لها الشخصيات المفكرة الواعية، وأن توضع تحت تصرفها الإمكانيات الواسعة من المال ووسائل الإعلام والدعاية والنشر.8. على الدول والحكومات الإسلامية إعادة النظر في مراكز التطبيب والتمريض، كالمستشفيات والمستوصفات، وكذا دول العلم من مدارس وجامعات، وكذا الأندية الاجتماعية والرياضية، وكذا دور الضيافة والنشر التي أقامها المبشرون.9. تحصين الدعوة الإسلامية وذلك بإنشاء هيئة إسلامية علمية في كل دولة إسلامية مع التنسيق فيما بينها وتكون مهمتها إحصاء أضاليل المستشرقين وجمعها في سفر واحد يتضمن الردود المقنعة التي كتبت عليها، وتعقب الكتب التي يصدرها المبشرون والمستشرقون والرد عليها، وإيجاد حلول علمية لمشكلة إرسال البعوث العلمية التي ترسلها الجامعات العربية إلى بلاد الاستشراق في أوروبا وأمريكا.10. إنشاء جمعيات خيرية مهمتها جمع المواد العينية والنقدية من المتبرعين والمؤسسات والدول لمساعدة فقراء المسلمين، وتوفير حاجاتهم الأساسية من تعليم ومؤسسات صحية وتزويج الشبان وتوفير فرص العمل لهم؛ لمجابهة ما تبذله المؤسسات التنصيرية من أموال طائلة لكسب الشباب.