ألازمة المالية العالمية وآليات إصلاح الاقتصاد الرأسمالي

Abstract

المقدمة تعد الأزمات الاقتصادية والمالية من سمات حركة التطور في الاقتصاد الرأسمالي العالمي. فقد تعرض الاقتصاد الرأسمالي إلى عدد من الأزمات عبر مراحل تطوره, الا ان أشكال الأزمات تباينت, كما تباينت آليات وأدوات الحلول, وذلك بحسب طبيعة الازمة ومسبباتها . وقد ساهم عدد من المتغيرات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في إعادة هيكلة الاقتصادات والأسواق العالمية, والظهور الواسع للاقتصاد الأمريكي كمركز استقطاب للاستثمارات وجذب الفوائض الاقتصادية العالمية, لا سيما بعد التطور الكبير الذي حصل في مجال الاستثمارات المالية وبروز الاقتصاد المالي وهيمنته على الاقتصاد السلعي, وما رافق ذلك من اتساع هائل في حركة رؤوس الأموال قصيرة الأجل ( الأموال الساخنة ), التي تبحث عن فرص استثمارية لجني الأرباح العالية والسريعة في أسواق المال العالمية . كما انتشرت دعوات الليبرالية الجديدة في تحرير الاسواق من القيود والضوابط الحكومية ,واتجاه المنظمات الاقتصادية العالمية نحو دعم هذه التوجهات ونشر السياسات الاقتصادية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي, بعيداً عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الاقتصاد العالمي, والاقتصاد الأمريكي على وجه الخصوص . وفي اطار ذلك اتجهت أزمات الاقتصاد الرأسمالي لان تكون أزمات مالية أكثر من كونها أزمات اقتصادية, الا انها باتت تهدد عموم الانشطة الاقتصادية الاخرى محلياً وعالمياً , في ظل تعاظم دور الانشطة المالية بشكل فاق كثيراً ما يحتاجه الاقتصاد السلعي وحركة التجارة الدولية. وقد ادى تراكم عوامل الانحراف وعدم انضباط الاستثمارات المالية الى ظهور أزمة مالية كبيرة, وهي أزمة الرهون العقارية التي اجتاحت الاقتصاد الأمريكي منذ ايلول 2008 , وانتشرت تداعياتها الى العديد من الاقتصادات الاخرى .