The construction of the poem in Sheikh Mohammed Hussein Kashif Al-Gitaa

Abstract

(البناء) لغة نقيض الهدم. والبنية (بكسر الباء وضمها) ما بنيته. واستعملت هذه المفردة للدلالة على إنشاء القصور والسفن( ). وقد استعارها قدامى العرب في مجال الأدب لتدل على معنى الإنشاء والتكوين والصياغة. فقد ذكر ابن قتيبة (276هـ). في معرض كلامه عن اختلاف الأساليب والصياغات نظرا لتنوع الأغراض في الشعر بان "المديح بناء والهجاء بناء. وليس كل بان يضرب بانيها بغيره"( ). وكذلك ورد عن ابن طباطبا(322هـ) قوله: "إذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره( ). ومن الجلي أن هذا المفهوم لمفردة (البناء) يختلف عن ما هو موجود عند المحدثين من النقاد الذين يرون أن مصطلح (البناء الفني) في القصيدة هو مجموعة متشابكة في العلاقات تتوقف فيها الأجزاء أو العناصر على بعضها من ناحية وعلى علاقتها بالنص كلا من ناحية أخرى( ). إلا أن ذلك لا يعني أن القدامى لم يلتفتوا إلى هذا المفهوم للمصطلح بل نجدهم قد أشاروا إليه في مكان آخر خارج نطاق تحديد معنى مفردة (البناء) ومدلولاتها. فقد اشار ابن قتيبة (276هـ) إلى بناء قصيدة المدح عند الشاعر القديم وكيف ابتدأها "بذكر الديار والدمن والاثار فبكى وشكا وخاطب الربع واستوقف الرفيق ليجعل ذلك سببا لذكر اهلها الظاعنين عنها،… ثم وصل ذلك بالنسيب… فاذا علم انه قد استوثق من الاصغاء اليه والاستماع له عقب بايجاب الحقوق فرحل في شعره وشكا النصب والسهر وسري الليل وانضاء الراحلة والبعير فإذا علم انه قد اوجب على صاحبه حق الرجاء. وزمام التأميل وقرر عنده ما ناله من المكاره في المسير بدأ في المديح"