أسمطة الخلافة الفاطمية في مصر 358-567هـ

Abstract

الجود خلة يتفاخر بها العرب ويتسابقون قبل أن تصبح عادة إسلامية، حتى ان بعضهم أوقد ناراً ليراها الاضياف، فيستدلون بها على المنزل، سميت هذه النار نار القرى فأحاديث حاتم الطائي ومعن بن زائدة ملأت أمهات كتب التاريخ العربية والإسلامية، فقد جرت عادة العرب إقامة الولائم (الأسمطة) في المناسبات يدعون إليها الاقارب والجيران ومن لهم معرفة بهم لمشاطرتهم الأنس والفرح في تلك المناسبات كما كانوا يدعون الناس إلى ولائمهم في أوقات الاتراح مثل وفاة عزيز أو مرور أحد على ذكره كما كان لهم ولائم أيضاً في المناسبات الدينية تذبح الذبائح فيها منها وليمة العرس وووليمة الخرس (طعام الولادة). ووليمة العقيقة (طعام سابع الولادة) ووليمة الاعذار أو العذيرة (طعام الختان) وغيرها من الولائم، فمنذ ان خلق الإنسان على الأرض عد المأكل أو المشرب أو الملبس احد العوامل المحركة لنشاطه اليومي، فكلما زاد الإنسان تطوراً حضارياً وثراء اتجه لاشباع ملذات حواسه الخمسة وأهم هذه الحواس حاستا الذوق والشم ولا تلبي حاجة هاتين الحاستين إلا الطعام على جميع أنواعه.عرفت مصر كما عرف العالم ، سواء في عصور ما قبل الإسلام أو بعده أنواعاً عدة من الاسمطة التي تفرش بأنواع مختلفة من المأكولات والحلويات، لكن ما شهدته في العصر الفاطمي فاق ذلك ، فقد تعددت أعياد الدولة الفاطمية التي حكمت مصر (358-567هـ) ومناسباتها ، فهذه الدولة لم تترك مناسبة دينية أو مذهبية أو شخصية إلا وأطلقت يدها في إقامة الحفلات ومد الأسمطة الفاخرة، فقد وجدت في مد الاسمطة دعاية لها من اجل نشر مذهبها الاسماعيلي من جهة ومن جهة اخرى لافهام اعدائها انها قوية وغنية بمواردها ولا يقوى أحداً على التصدي لها وبالتالي كانت لهذه الاسمطة ابعاداً دينية وسياسية معاً.