مظاهر البذخ والترف عند السلاجقة في العصر العباسي

Abstract

حدد المؤرخون الثلث الاول من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي تاريخا لقيام دولة السلاجقة الكبرى، حينما ارتقى طغرل بك( )عرش نيسابور سنة (429هـ/1037م)، وكان ظهور السلاجقة على مسرح الاحداث مؤشراً لمرحلة جديدة في تاريخ الدولة العربية الاسلامية، إذ توالى على حكم دولة السلاجقة العظمى ستة من السلاطين الاقوياء، الذين كان لهم الأثر الكبير في توسيع رقعة الدولة السلجوقية، وكانت عصورهم من العصور المعروفة بالترف والبذخ في قصورهم داخل بغداد، وهي من العصور الزاهية التي بدأت من (429-552هـ/1037-1157م) منذ عهد طغرل بك الى السلطان سنجر الذي يُعد آخر سلاطين السلاجقة الاقوياء، والذي كان عصره من أطول العصور في هذه الدولة( )، اذ طالت مدة حكمه ما يقارب ستين عاما، وخطب له على المنابر في العراقين وبلاد الشام وديار بكر وضربت السكة باسمه، وتلقب بالقاب كثيرة كما تلقب اسلافه، وكانوا يتباهون في الالقاب والقصور والملابس والحلي من المجوهرات النادرة والثمينة، فضلا عن الاثاث والتزيين في منازلهم بصورة مُبالَغ فيها جدا ( ).وقد حاول طغرل بك بعد دخول بغداد الدخول في مصاهرات سياسية مع الخلافة العباسية؛ لتدعيم موقفه اولا ولربط الخلافة العباسية بأواصر اجتماعية مع السلاجقة ثانياً( ).وهذه المظاهر من الترف والبذخ في قصور السلاطين السلاجقة في بغداد هي محور بحثنا.