حكم ترك وطئ الزوجة في فقه الإمامية (بحث استدلالي)

Abstract

الحمد لله الذي هدانا بهدايته ومن علينا بالإيمان بوحدانيته ورسالته، وأنعم علينا بخاصته وخالصته ، خاتم أنبيائه وسيد بريته محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، لا سيما أولهم أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وآخرهم القائم بالأمر وناشر راية العدل الحجة ابن الحسن العسكري - أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.إنّ المقصد السامي والغاية العظمى للشريعة الإسلامية : هو تحقيق المصلحة الإنسانية العالية، وهذا من مقتضى الرحمة والعدل الإلهي، وكلّ نصوص الشريعة تتضافر لتحقيق هذه الغاية، فما من نص شرعي إلا وتحقق فيه المصلحة، يظهر ذلك عياناً أم لم يظهر.فالإسلام يتميز بالواقعية، التي هي إحدى خصائصه العامة، فلا يحلق في أجواء المثالية ، ولا يعامل الناس على أنّهم ملائكة أولو أجنحة، بل بشر يصيبون ويخطئون، ويستقيمون وينحرفون، وهو يعترف بضعف البشر، ووجود الخطأ والشر، ولهذا رَغّب ورهّب، وأوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشرّع العقوبات، وفتح باب التوبة، ووضع للضرورات أحكامها، وقدر لأصحاب الأعذار أعذارهم، فشرّع الرخص والتخفيفات والاستثناءات في أحوال شتى، منها الخطأ، والنسيان، والإكراه، وأجاز النزول إلى الواقع الأدنى، عند تعذر المثل الأعلى. والإسلام يُكرم المرأة، ويعدها إنسانا مكلفا تكليفا كاملا، له حقوقه، وعليه واجباته، ويرعاها بنتا وزوجة وأمّا وعضوا في الأسرة، وفي المجتمع، و يرى أن الأسرة أساس المجتمع، وأن الزواج هو أساس بناء الأسرة، لذا يحثّ الإسلام عليه، وييسر أسبابه، ويزيل العوائق الاقتصادية من طريقه، بالتربية والتشريع معا.