دلالة الاباحة بغير لفظها في سورة النحل المباركة

Abstract

إنَ النص القرآني نبع لا ينضب ومعين لا يفنى؛ إذ أودع سبحانه فيه سر الخلود وداعي البقاء إلى نهاية البشرية، فعلى الرغم من أنّه منظوم بالحرف العربي الذي يتألف منه كلام البشر ويقوم عليهم خطابهم، فإن هذا النص المقدس يُقرأ منذُ خمسة عشر قرناً ويهيم في نطاقه الباحثون دون توقف أو فتور، فقد أعجز فصحاء عصره بدليل قوله سبحانه: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)).(1) وتأسيساً على هذا المنطلق وتلك الخصوصية حاولتُ في هذا البحث أن أقف على ومضة من ومضات هذا النص، ولا أدعي أنني أول من يقف عندها فربما قد سُبقت بدراسة أو دراسات فيها بيد إني أحاول جاهداً الوقوف على سورة من سوره الكريمة لاستقري بها (دلالة الإباحة) التي منحها الله لعباده سواء كانوا مؤمنين به أم كافرين، فسبحانه لا يخص بها أحدا دون آخر.