التواصل الحضاري بين المغرب والأندلس للمدة من ( 300 ــ 366 هــ / 912 ـــ 977 م )

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين .وبعد : يعد موضوع التواصل الحضاري بين المغرب والاندلس للمدة (300 ــ 366 هــ / 912 ــــ 977 م ) من المواضيع التي تستحق الدراسة حيث تعود العلاقة بين الاندلس والمغرب منذ فتح الاندلس سنة ( 91 هــ / 711م ) الى سقوطها سنة ( 897 هــ / 1492 م) . أما في الفترة موضوع دراستنا فقد كانت قرطبة عاصمة الخلافة الاموية والقيروان قاعدة المغرب السياسية وأصبح هناك بين البلدين تبادل ثقافي وعلمي من خلال الرحلات التي قام بها علماء البلدين وشملت مختلف العلوم منها في علوم القرآن والحديث والفقه والقراءات الادب واللغة وكانت تعقد حلقات علمية في مختلف الاختصاصات وكانت قرطبة والقيروان هي المحطات الرئيسة التي يرتادها العلماء وتميز القرن الرابع الهجري بظهور ثقافة اندلسية مميزة وبالخصوص في هذه المدة الزمنية من حقبة حكم الخليفة عبد الرحمن بن محمد( 300 ــــ 350 ه / 912 ـــــ 961م) وابنه الحكم ( 350 ـــــ 366 ه / 961 ــــ 977 م) حيث قاموا بتشجيع العلم والعلماء واغدقوا أموال كثيرة في هذا الجانب وبرز عدد من العلماء منهم ابن القوطية ( ت 367 ه / 976م) والخشني( ت 361 ه / 971م) وغيرهم. من هنا رأيت الكتابة عن هذا الموضوع يستحق الدراسة . قسم البحث الى ثلاثة مباحث : المبحث الاول : النشاط العلمي في الاندلس والمغرب ، شمل رعاية الخليفة عبد الرحمن بن محمد وابنه الحكم للعلماء واهم المراكز العلمية في كلا البلدين . اما المبحث الثاني : تحدثت فيه عن الجانب الثقافي وشمل على ذكر مجموعة من العلماء والمفكرين في الفقه والادب واللغة والشعر والحديث والطب والتاريخ . أما المبحث الثالث : شمل على الجانب الاقتصادي وذكرنا أهم المراكز والمدن التي لعبت دوراً في أنتاج السلع والبضائع المتبادلة .