فوضوية الخطاب الديني المعاصر

Abstract

تقوضت في نهاية القرن العشرين الميلادي قوى المعسكر الاشتراكي بأسرع مما تشكَّلت، وارتدَّت التيارات القومية- وبخاصة في المنطقة العربية– على أعقابها، وباتت شعاراتها عقيمة دون جدوى بعد أن تكشَّف زيف دعاتها. وساعدت ظروف الثورة الإسلامية في إيران 1978م، وما رافقها من أحداث وتطلعات، و فوز التيارات الإسلامية أو تلك الداعية إلى الإسلام هنا وهناك، (كما في المغرب العربي وتركيا)، كلُّ هذا أدى بالقوى الغربية، أو من سار بركاب فلسفاتها من السياسيين، من التخوف من قوى جديدة شرقية باستعادة الهيمنة الإسلامية على عالم القرن الحادي والعشرين الميلادي، إذا ما آمن بعضهم بإعادة دورات التاريخ البشري، وانحطاط الحضارات القائمة وقيام حضارات أخرى. وساعدت معالم الحداثة والعولمة والتوسع في مجالات الاتصالات السريعة والمتعددة، التي جعلت من الأمصار مصرا واحدا، ومجالات الاتصال هذه اصبحت في متناول أيدي الجميع ورخيصة الثمن، ومفتوحة الآفاق والأوقات، وبعيدةً كلَّ البعد عن عيون الرقابة، الذي يؤدي إلى تقارب الأفكار وتلاقح الرؤى، أو الاطلاع على مايدور في المجتمعات الإسلامية أو في أفكار الأمة. كلُّ هذا جعل العالم الاسلامي يشهد تحولاتٍ فكريةً كبيرةً من أجل صحوة كبيرة للشعوب الإسلامية.