دلالة الصورة في الاعلام الرياضي مقاربة سيميائية

Abstract

في عصر الصورة تغير حال الثقافة البشرية من ثقافة الفم الى ثقافة العين ..اذ تفوقت الصورة على كل الادوات الاتصالية وباتت العين الاداة الاكثر فاعلية ان لم تكن الوحيدة الفاعلة ..فقد تحولت الصورة الى اداة تسويق مفرطة في نجاحها وفي ربحيتها وصارت لها لغتها ونحوها مما يوجب تعلم هذه اللغة الجديدة لاسيما في الاعلام الرياضي بعد ان اصبح المشاهد عالميا, ففي الشرق والغرب يوجد برشلونة ونجمه ميسي وريال مدريد ونجمه رونالدو ..وتتغير الاسماء الا ان الصورة تبقى في تعاقبها فعلا مؤثرا رافعا لثقافة الشعبي على حساب النخبوي مما جعل ميدان الاعلام الرياضي مفتوحا امام الماسكين بزمام خيول رسائل الميادين الاتصالية الاخرى لتجري فيه ولتحصد جوائز التأثير الاسرع عبر الصورة الثابتة و المتحركة اعلاميا واعلانيا مستفيدين من الامكانات الهائلة التي تقدمها الصور في التعبير عن المعاني البعيدة او معنى المعنى على قول عبدالقاهر الجرجاني .ولن نتعرف على معنى المعنى الا عن طريق العلامة ..ومن هذا المنطلق حددنا اسئلة الدراسة ..ماهي سيميائية الاتصال ؟ وماهي سيميائية الصورة ؟ وكيف تشتغل الصورة في الاعلام الرياضي ؟ ما هي اصنافها ؟ وماهي وظائفها ؟ وكيف توظف الصورة المنشورة في اطار الاعلام الرياضي لتحقيق اهداف غير رياضية ؟ومن خلال تحديد الاسئلة المراد البحث عن اجوبة لها تتجلى اهمية البحث في طرق ابواب السيميائية أملا في فتحه او دعوة آخرين للدخول منه في انجاز دراسات اعلامية , فعلى الرغم من ان السيميائية أنارت سبلا جديدة لفهم المنتج الاعلامي والثقافي والفني يتقدم كثيرا على ماكان عليه " فهم الاعلام " لمارشال ماكلوهن الصادر منتصف ستينيات القرن الماضي الا ان البحوث العلمية في مجال الاتصال في العراق والوطن العربي مازالت قليلة ..ومن اهمية هذه الدراسة انها تكشف العلاقة بين ميادين الاعلام المتخصص بعضها ببعض وتداخلها بفعل التطور التكنلوجي الذي جعل من الصورة اداة اتصالية طاغية .وتهدف الدراسة الى تبيان النحوية الجديدة التي جاءت بها الصورة وكيفية فهمها من اجل تحقيق فعل القراءة الصحيح وهو سيميائيا فعل حر, فجمالية النصوص عموما والبصرية منها على وجه التحديد تحتاج الى قارئ ملم بلغة الصورة يمتلك القدرة على الوصول الى معانيها البعيدة .ومن اجل تحقيق غايتنا في البحث عن دلالة الصورة في الاعلام الرياضي فقد سلكنا نهج منهج التحليل السيميائي ذي المقاربات العديدة فاخترنا مقاربة رولان بارت للوصول الى نتائج تكشف دلالات الصور الثلاث التي اخترناها نموذجا يمكن ان يتبع في تحليل عموم صور هذا الاعلام بعد ان صنفناها باسلوب الملاحظة العلمية .وعلى الرغم من ان هذه الدراسة تقع في اطار سيمياء الاتصال او التواصل الا انها تطرقت الى سيميائيات اخرى , مثل سيمياء الصورة وسيمياء المعنى وسيمياء الاعلان ( الاشهار ) وسيمياء الاهواء في تحولاتها من حالات الاشياء الى حالات الانفس ..ويبقى القول الفصل ان ما نقدمه انما هو غرفة كف او اقل من نهر السيمياء التي اطلق عليها علم العلوم ..نسأل الله سبحانه وتعالى ان تكون غرفة علم صالحة للتناول وجلب الفائدة لتصنف في باب العلم النافع وهو غاية المنى والرجاء