التعبير الاصطلاحي في اللغة الإعلامية

Abstract

تُعدُّ السيميائية علماً بكراً تابعاً لعلم اللسانيات , وهو مصطلح أُشتق من المنطوق اليوناني (Semeion) , وتعني (علامة ) (1). ويسمونه بصفة علمية , علم السيمولوجي . ويعرفونه , بأنه العلم الذي يدرس جميع أنواع الرموز , بما فيها الرموز اللغويّة , بوصفها أدوات اتصال(2). وولدت السيمائية في أحضان اللغوي (دي سوسير ) , الذي كان سبّاقاُ في تأريخ الكثير من المعارف اللغوية , إذ وضع اللبنات الأولى لهذا العلم من خلال الثنائية الشهيرة (اللغة والكلام) التي هي إحدى الثنائيات الأكثر قوة في لسانيات سوسير , إذ فرّق بين اللغة من حيث هي مجموعة الأنظمة والقواعد التي تملكها جماعة بشرية في تواصلها وتخاطبها وبين الكلام الذي يشكل التجلي التطبيقي لهذه الأنظمة والقواعد(3). ولعلَّ من المناسب القول إنَّ ملامح هذا العلم كانت من نتائج الفكر السوسيري , إذ ظهرت بوادر الاهتمام الأولى بهذا العلم بعد نصف قرن من وفاة دي سوسير , وشقّ طريقه بين العلوم والمعارف الإنسانية ,وأخذت السيمائية مساحة ً من الظهور على يد ( رولان بارت) الذي أدخل تحسينات على ما جاء به دي سوسير , إلاّ أن المنظومة الفكرية التي جاء بها بارت ظلت محصورة في استثمار المقولات البنيوية وهذا ما جعلها محصورة ضمن نطاق عالم العلامة بحديها الدال والمدلول (4). وظل اهتمام السيميائيين محصوراً بدراسة العلامات التي تحكم بنية الحروف المؤلفة للوحدة اللغوية , والدلالات التي تحتويها . كذلك فأنّهم يولون اهتماماً واسعاً لدراسة حياة الإشارات , وجميع أنواع العلامات التي تحكم بني المجتمعات (5).