عتبات النص الصحفي مدخل نظري

Abstract

يعد النص الموازي من المفاهيم النقدية التي اشتغلت عليها الشعرية الغربية وما بعد البنيوية والسيميائيات النصية، وعندما طرح جنيت هذا المصطلح اشار الى ان ما يهمه ليس النص وحده، وإنما التعالي النصي والتفاعلات الموجودة بين النصوص، وعرف جنيت النص الموازي في كتابه (الأطراس) بأنه " عبارة عن ملحقات نصية وعتبات نطؤها قبل ولوج أي فضاء داخلي، كالعتبة بالنسبة إلى الباب، أو كما يقول المثل المغربي: أخبار الدار على باب الدار".ويندرج الاهتمام بعتبات النص ضمن سياق نظري وتحليلي عام يعتني بإبراز ما للعتبات من وظيفة في فهم خصوصية النص وتحديد جانب اساسي من مقاصده الدلالية. حيث تكتسب النصوص الموازية اهميتها من كونها حلقة وسطى بين المؤلف والقارئ وبين النص.وتأتي اهمية دراسة عتبات النص الاعلامي في ان معاني وسائل الاعلام تستند الى ان انماط العلامات في النصوص الاعلامية، وبناها، تحدد المعاني التي يمكن ايصالها وفهمها وهذه العلامات انما تدرك في علاقتها بعلامات اخرى ونصوص اخرى في سياق اجتماعي وثقافي.وتشمل عتبات النص الصحفي كل ما له علاقة بالنص ويمثل العتبات او البوابات او المداخل التي تجعل المتلقي يمسك بالخطوط الاساسية التي تمكنه من قراءة النص وتأويله لأنها تربط علاقة جدلية مع النص بطريقة مباشرة او غير مباشرة. وفي النص الصحفي المنشور في الجرائد تتمثل عتبات بالنص بالنصوص المحيطة وهي التي تؤثر في تلقي النص دون ان تكون جزءا منه مثل (اسم الجريدة وجهة اصدارها وتاريخ اصدارها والاخراج الصحفي) فيما تشكل النصوص المصحابة الجزء الثاني من العتبات النصية وتتعلق باسم الكاتب وعنوان النص والمقدمة وحتى الخاتمة. واذا كان تناول العتبات النصية قد انحصر في الكتب والاصدارات الادبية فإننا هنا نعمل على تحديد ملامح هذه العتبات في النصوص الصحفية والتي تشكل جزء من التأثير على عملية التلقي والتأويل المصاحب لقراءة النص.