الرسائل البصرية في قاعات العرض التشكيلي

Abstract

قد يشتغل الفكر الإنساني وفق أيديولوجية لا تعترف بالحدود المنطقية العلمية والتي تفصل الأزمان في تسلسلها التاريخي , فهو يوحدها بالمنطق الحضاري بشمولية التأسيس المتوالي لوحدة التوليف الإبداعي , لإيجاد إيقاع التواصل الذي يحمل رسالة الوجود البشري ,فهو يبحث في إستراتيجية وجوده عن كيفيات نموه الاجتماعي والفكري , ومما لاشك فيه إن قدرة الإنسان هذه على التكيف حملت سر إبداعه ,ووحدت الفعل البشري وسلوكه أحيانا رغم اختلاف جزئياته أو نموه الفكري.
ولم يكن التباين في الأيديولوجية بين الشعوب أو في النمو الاجتماعي معرقلا للفعل البنائي الحضاري الشمولي في الإبداعات الفنية عند الإنسان ,فهو تفاعل ضمنيا في هذه التظاهرة التي حملت الوعي الحضاري .
اختلفت عروض الأعمال الفنية عبر العصور وفقا للتطورات الفكرية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية للمجموع , والتي تقود العملية الإبداعية الفنية برمتها باتجاه ما , ولما كان العرض البصري تلاعب في طريقة العرض وكيفياتها ووسائلها , فان العمل الفني التشكيلي قد يتوقف أحيانا على طريقة العرض وإمكانياتها.