الكولاج في شعر ابن خفاجة

Abstract

يمكن للنص الشعري أن يقرأَ صورياً, من خلال مجموع صور التي تتشكل ذهنياً, وتبدأ هذه القراءة مع دخول أولى الرموز اللغوية إلى المخيلة الذهنية ومحاولة تشكيل صورة – او مجموع صور – محددة متكاملة نوعاً ما. وفي هذا النوع من القراءة يتشابه الشعر مع الفنون البصرية – ولاسيما التشكيلية منها – ويلتقي بها. انطلاقاً من هذا الجانب وإيماناً بأن تعدد قراءات النص الواحد بتعدد قراءه ومقدرتهم على التعمق فيه سيساعد على اكتشاف مجاهيل عوامله الحافلة بمواطن الجمال والدلالة, سنتعامل مع نص ابن خفاجة الشعري عبر استخدام تقانة الكولاج حصراً ساعين إلى بيان دورها في استكناه مضامين جديدة قد يحفل بها النص الشعري من خلال إنشاء دلالات متعددة تسهم في توجيه قراءة النص وتأويله. فضلاً عن أنَّ الكولاج يسهم في خلق تشكيل فرعي يسهم هو الآخر بدوره في إنتاج تضافر دلالي وجمالي بين النص الأصيل والنص الفرعي – الكولاج – يؤدي دوره بوصفه نصاً قائماً بنفسه من جهة وكونه جزءاً من النص الأصيل ككل. وأياً تكن دلالات الكولاج في النص الشعري فإنه وفي كل الاحوال يعدُ تعبيراً عن تعدد القراءة ومن ثمة تعدد المعاني وتداخل الانساق في النص, فضلاً عن تداخل الفنون مع بعضها.