دلالة القرآن على المقاصد الشرعية – سورة الحجرات أنموذجاً

Abstract

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وصحبه اجمعين، واشهد ان لا إله الا الله، وحده لا شريك له، واشهد ان محمد عبده ورسوله.لا شك ان من أعظم نعم الله على عباده، انه انزل القران على نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ليكون للعالمين نذيرا، ومن تمام نعمته سبحانه وتعالى انه حفظه من الزيادة والنقصان، وحث عباده على التفكر فيه، وتدبر آياته{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}( )، و قال ابن مسعود رضي الله عنه: "من أراد العلم فليثور القران فأن فيه علم الاولين والاخرين "( )، فمن أراد امتثال امر ربه، واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على نهج آله وأصحابه، رضي الله عنهم؛ فليغذي قلبه وعقله بالقرآن الكريم، قال ابن تيمية رحمه الله: "ما رأيت شيئا يغذي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى .( ) " فانه بإدامة النظر والتفكر والتدبر، يتعرف على امرٍ كريم، ومرادٍ عظيم، انه يتعرف على مراد الله من كلامه سبحانه؛ يتعرف على الغايات والاهداف، والمعاني والِحكم، ويدرك بهذا النظر القلبي والعقلي، المصالح المرجوة؛ جلب مصلحة، أو درء مفسدة، فيعود الناظر على امته بالخير، الذي أراده الله تعالى لعباده.وانما تكون هذه المقاصد، او الفوائد (من جلب خير، ودرء مفسدة)؛ على قدر ادامة النظر في القران الكريم، والبحث في احكامه ومعانيه؛ فان معرفة "المقاصد التي عليها الاحكام؛ فعلم دقيق لا يخوض فيه الا من لطف ذهنه واستقام فهمه"( )؛ لذا فان البحث في علم المقاصد ميدان، لا يخوضه الا من له علم بكتاب ربه، وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، واستقام فهمه على ذلك، وبناء على ذلك فان الباحثين في هذا العلم من أمثالي، يشوب عملهم التقصير والخطأ، وربما العجز عن إدراك المراد، وحسبي في ذلك أنى راجعت في بحثي هذا ما قاله علماء المقاصد فيما يتعلق بها من تعريف، وتقسيم، وتمثيل، وغير ذلك، وقد أمعنت النظر، والتدبر، في سورة الحجرات، لعلي أصل الى بغيتي بمعرفة مقاصد آياتها.وعليه كانت هذه الدراسة الموجزة بعنوان "دلالة القران على المقاصد الشرعية _ سورة الحجرات انموذجا".