الشعوبية وردود العلماء المسلمين في المشرق والمغرب

Abstract

لما كان من السهل أن يكمل الباحث مسيرة غيره، فإن من الصعوبة بمكان أن يقوم الإنسان بعمل جديد لم تكشف عنه أيدي الباحثين قبله، ولذلك فقد جاء هذا البحث ثمرة لجهودٍ بذلها المؤرخون في هذا المجال، وبعد هذا البيان تبين لنا أن معظم الحركات الهدامة التي نشأت في المجتمع كان سببها التفرق الذي طالما أودى بالحضارات العريقة وجعلها هباء منثورا، ولعل الشعور بالنقص هو الذي يدفع المرء إلى السير في درب الخطأ والشر، فيظلم، ويعتدي، ويمنع حقوق الغير.
واتضح مدى العلاقة الوطيدة التي تربط العلماء العرب والمسلمين بمبادئهم لأجل الدفاع عن حقيقة القيم العربية والإسلامية الأصلية، وأنه مهما حاول أعداء العروبة والإسلام توجيه السهام فلن يجدوا لها مستقراً ما دام علماؤنا واقفين متكاتفين لأجل الدفاع عن تلك القيم والمبادئ .
كما تبين أن الشعوبية في المغرب لم تكن بمختلفة أو منعزلة عن الشعوبية في المشرق ، وإن اختلفت الشعوب ، إلا أنها تجمعها سيطرة العرب عبر قرون على تلكم الشعوب، ولذا هي حركة خطيرة أودت بنظم وحضارات لم يتوقع لها الانهيار، ولكن لم تستطع تحقيق مآربها والنفوذ إلى عمق الفكر العربي والإسلامي؛ لكونه محاطاً بأسوار حصينة تمتد لتمنع أيدي العابثين بها متمثلة بجهود العلماء العرب والمسلمين .