الدوافع المجتمعية المحفزة لتضخم الذات في الشعر الجاهلي- الانتماء القبلي والفروسية مثالا

Abstract

الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على سيّد المرسلين أبي القاسم محمد, وعلى آل بيته المنتجبين, أمّا بعد:برزت (الأنا) المتضخمة والمتعالية في بعض نصوص الشعراء الجاهليين, وكان الدافع إلى ذلك التضخم ظروف المجتمع الجاهلي الاجتماعية, والاقتصادية, والسياسية, فكانت القبيلة تمثل كل شيء للفرد الجاهلي , فلا قيمة له خارجها , ولا أمان له خارج انتمائه لها حتى مثّل انتماؤه مرآة يرى فيها وجوده كاملا, فغدا التعصب لها جزء من ثقافة ذلك المجتمع, ووجد الشاعر الجاهلي أن عزّه وسموه من عزّها وسموها ممّا دفعه مستغلا شاعريته وصوته الإعلامي للتغني بها متباهيا بنسبه الذي يراه أعلى الأنساب , ودمه الذي يجده من أنقى الدماء , وقبيلته من أسمى القبائل واصفا تباهيه بعبارات يرتفع فيها صوت (الأنا) عاليا متضخما. كما أنّ اقتران حياة الجاهليين بكثرة الحروب والغارات تلك الحياة القائمة على التدافع والاقتتال دفعتهم إلى تقديس البطولة والشجاعة حتى عدّت قيمة عليا يعتز بها العربي, فهي السبيل الوحيد للوقاية من الموت فأصبح الفارس محور فخر العشيرة, وكان هذا الفارس على علم بقيمته ومكانته ممّا دفع بعض الشعراء الفرسان إلى الاشادة ببطولاتهم الفردية, وشجاعتهم النادرة. وجاء الموضوع في مبحثين تتقدمهما مقدمة وفي نهاية البحث خاتمة لنتائجه.