تخريجات النحويين لما خالف ظاهرة القواعد النحوية

Abstract

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أفصح من نطق الضاد من العرب أجمعين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين. أما بعد:فان علم النحو قد استأثر بعناية العلماء عناية فائقة , كان لها به المحل الثاني بعد العناية بكتاب الله, وظل هذا العلم يشق طريقه والعلماء عليه يقبلون, والناس إليه متلهفون, حتى اتسعت رقعته , وترامت مساحته, وانتشر في طول البلاد وعرضها, فتقلب في أعطاف البصرة, وأحضان الكوفة, ورحاب بغداد. ومما يسترعي النظر ويستهوي الفكر ما جاء من الشواهد مخالفاً في ظاهره لما رسمه النحويون من قواعد, فكانوا أنفسهم قضاة وحكاماً على هذه القواعد, وانطلق الملأ منهم يسددون سهاماً ويشرعون أقلاماً واختلفت أحكامهم نتيجة لاختلاف مذاهبهم وآرائهم, فمن قائل بالضرورة او مخالفة القياس اذا كان الشاهد شعراً, ومن قائل بالشذوذ إذا كان نثراً. فإذا كان من كلام الله تعالى او حديث نبوي تكلفوا في تأويله ومرد ذلك فيما يرى بعضهم ونراه أيضاً تقديماً أو تأخيراً أو حذفاً أو زيادةً. والمتتبع لهذه الشواهد التي يخالف ظاهرها القواعد النحوية لا بد له من مطالعة كتب النحو على كثرتها واتساعها ومما لا شك فيه ان مطالعة هذه الكتب ما يكلف من الجهد لدى الخواص الكثير وما بالنا بالعامة !! فدفعنا ذلك إلى جمع ما أسعفنا الوقت على جمعه من الشواهد التي يخالف ظاهرها قواعد النحويين وتخريجاتهم لها في بحث أسميته: (تخريجات النحويين لما خالف ظاهره القواعد النحوية).