Contemporary variables in the concept of Middle Eastern System and Middle Eastern market

Abstract

المقدمة.شهد عقد التسعينات من القرن الماضي احياء لمفهوم النظام الشرق اوسطي واعادة طرحه بقوة وبإصرار غير مسبوق على تقنينه على الساحة السياسية اقليمياً ودولياً باستهداف دمج دول المنطقة العربية منها وغير العربية في إطار النظام كتكتل اقليمي يرتبط ايدلوجياً بالمعسكر الغربي واستراتيجياته وتتبلور هويته على اساس من تعميق الانتماء المشترك لهذه المنطقة من العالم وقد اطلق عليها اقليم ((الشرق الأوسط)).فهم هذا التحول يتكامل بالاتساق مع الخبرة التاريخية بالاستناد الى رؤى متعددة بعض منها يرتكز على مدخل تحدد نظرته الى مشروع النظام الشرق اوسطي في اطار ارتباطه بموقف الغرب التاريخي من العرب، والذي يغلب عليه السعي الدائم الى تحقيق الهيمنة التامة على المنطقة العربية وتذويب هويتها القومية العربية، وعلى ذلك يتم ادراك النظام الشرق اوسطي كتجسيد للرغبة والدور الامريكيين في المنطقة في مقابل المشروع المتوسطي الذي ينتسب بدوره الى الاتحاد الاوربي، وبالتحديد الى بعض دوله الواقعة علىالشاطئ الشمالي الغربي للبحر المتوسط ومن ثم تصبح السوق الشرق اوسطية تجسيداً لذروة الهيمنة الامريكية الغربية على الوطن العربي والبديل الامني والسياسي والاقتصادي للنظام العربي وآلياته المشتركة(1). ومن ناحية اخرى واستناداً الى منهج الأزمة. يربط البعض بين أزمة النظام العربي الراهنة وبين النظام الشرق أوسطي باعتباره بديلاً محتملاً لمواجهة هذه الازمة تتمكن المنطقة من خلاله من التفاعل مع قوى السلام والتنمية والديمقراطية(2). وفي وجهة نظر ثالثة يرتكز التحليل على التطورات الحديثة والتغيرات المتلاحقة التي شهدها النظام الدولي منذ نهاية الثمانينات والتي اسهمت في مجملها في تبوؤ الولايات المتحدة لقيادة النظام الدولي ورعايتها لمهمة تسوية الصراع العربي الاسرائيلي وسعيها لإقامة هذا النظام الشرق اوسطي كإطار للعلاقات الاقليمية والدولية بين دول المنطقة في مرحلة ما بعد التسوية. وبصرف النظر على نقطة الانطلاق لكل من الرؤى السابقة او غيرها، فالأمر المؤكد انها تتكامل فيما بينها في تفسير هذه العودة القوية للمفهوم الشرق اوسطي، وقوة دفعها باتجاه ارساء اسسه الاقليمية، واقامة دعاماته الاقتصادية واكتساب القبول العام به واضفاء الشرعية السياسية عليه. وبشكل عام فانه يمكن اجمال تلك التطورات وراء اعادة احياء فكرة النظام الشرق اوسطي. وعلى المستويين الدولي والاقليمي. وعلى النحو الاتي:أولا: على المستوى الدولي:كانت هناك مجموعة من التغيرات الجوهرية التي شهدها النظام الدولي خلال تلك الفترة والتي كان من شأنها الاسهام في تهيئة الظروف الملائمة دولياً واقليمياً لإخراج النظام الشرق أوسطي الى حيز الوجود. وفيما يأتي أهمها:1.التقليص التدريجي للدور الدولي للاتحاد السوفيتي مما أدى ضمن امور اخرى الى اختزال دوره وامكانياته في الاعتراض بصدد القضايا الدولية والاقليمية، مما كان أثره السلبي بصدد فرض الدعم الدولي للحق العربي.2.انتهاء مناخ الحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة بقيادة النظام الدولي الجديد واتجاهها لتوظيف ذلك في دعم اسرائيل وهيمنتها السياسية والعسكرية فيما يتعلق بقضايا الصراع العربي الاسرائيلي ومبادرات تسويته(3)، ومواجهة مخاطر الصراع وعدم الاستقرار المحتمل في المنطقة.3.نظام مؤتمر مدريد للسلام ومساره التفاوضي الثنائي والمتعدد: فبينما اهتم الاول بالتوصل الى توصيات لقضايا الصراع السياسية الثنائية الاربعة ومن ثم إرساء الدعامات السياسية لنظام اقليمي جديد تحت مسمى النظام الشرق اوسطي، فان المسار الثاني والمتعلق بالمفاوضات المتعددة الاطراف قد استهدف الجمع بين اسرائيل وجيرانها من العرب وغيرهم من دول الجوار في اطار للتعاون الاقتصادي الاقليمي، وبما يخلق شبكة من المصالح الاقتصادية ومن هنا يشكل المساران السياسي والاقتصادي بدورهما دعامة جوهرية في بنية النظام الشرق اوسطي المامول(4).4.الاتجاه العام نحو إنشاء التكتلات والكيانات الاقتصادية الكبرى كوسيلة لدعم علاقات التعاون الدولي والاقليمي في اطار محاولات اعادة تشكيل النظام الدولي في اطاره الجديد بعد انهيار نظام القطبية الثنائية الذي كان سائداً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية