تأملات ومواقف إنسانية وتربوية من ثورة الإمام الحسين عليه السلام وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع

Abstract

بعد هذه الجولة في رحاب سمات وصفات ثورة الإمام الحسين a نستطيع أن نلخص أهم النتائج، وهي: ظهر لنا من دراسة حياة وآثار ومناقب الأمام الشهيد أنه يتمتع بشجاعة القلب والجسد والجود والكرم والحلم والصبر فهو مدرسة الشرع والأدب واللغة لقد كان من العلماء البارزين في الرواية والدراية وعلوم اللغة وله ملكة لغوية تأثر في المتلقي، إن نشأته الأولى في بيت النبوة عاملا أساسيا ورافدا مهما لبناء شخصيته، ليظهر بعلمه وخلقه وسمته النبوي وليُعلِّم الطلاب والسائلين لقد كان عالماً كبيراً في القراءات والتفسير وله آراءٌ متميزة في التوجيهات التربوية * إن الألفاظ والعبارات والآراء التفسيرية التي أطلقها الإمام وجدناها مشحونة بألوان النكات البيانية، والتطبيقات الدلالية على آي التنزيل، وجدنا الأمام اجتمعت فيه من الخصال ما تفرقت في غيره من العلماء*تُعدُّ شخصية الإمام الحسين a إحدى الشخصيات المهمة والفريدة والفاعلة على المستوى البشري، ولها من الأهمية ما يدعو إلى الاعتناء بكافة الجوانب المتعلقة بها على الدوام. من جانب الدراسات الشرعية المتعلقة بشخصيته أو تسخيرها للدراسات التربوية، والعلمية والنفسية واللغوية. ليُعدُّ تطويرا مستمرا في جميع جوانب المعرفة الإنسانية*إن الإمام a. كان موسوعيا في تدبر آيات القرآن الكريم، متفرداً في استنباطاته و فهمه له، وقد حظاه الله سبحانه بعمق في النظرة البيانية البلاغية والدلالية في القرآن، مما يجعله مقدما على غيره من المبرزين في هذا الباب فمن أراد أن يتحلى بخلقه وسجاياه من الحشد المؤمن فأمامه نبراس الأمة الحسين a. وكذلك نجده من جانب آخر يهتم بالتأديب التربوي في الحلقات القرآنية لتصبح ضرورة شرعية في واقعنا المعاصر حتى تتحقق الأهداف التربوية ويبدو أن من نافلة القول، التأكيد على المكانة الرفيعة التي حظي بها الحسين وثناء العلماء عليه شرقًا وغربًا، وفي اغلب العلوم الشرعية لقد كان الإمام صاحب رواية ودراية بالحديث النبوي الشريف وله مسند في ذلك * تمكنت الدراسة من تحديد معايير وضوابط المفردات القرآنية التي وقف عندها الأمام للتفسير ويجب أن يأخذ بها الحشد المؤمن عملا واقتداء، مبينة في الوقت نفسه مدى الحاجة إلى تلك النصوص التي تشكل نوعا من الصعوبة في الفهم بسبب من مخالفة الظاهر أو غيره * كشفت الدراسة عن جهود المفسرين القدامى في هذا الميدان وغيره، مع أنه لم يكن همها الأول، إلا أننا وجدنا لهم حضورا في ثنايا تفسيراتهم * ومن ذلك كلّه نستطيع القول إنّ الأمام ضرب أروع الأمثلة في الاستدلال على آراءه من النقل والعقل والقياس. فهم واستنبط الإمام في تكريم الإسلام للوالدين وهو يبن الحقوق الدينية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية لهم، وعناية القرآن الكريم بهذه الجوانب للإسهام في بناء الأسرة وحل جميع المشاكل المعاصرة والمتعلقة بالفرد والمجتمع * إن الآثار الدينية العظيمة التي تأخذ من صفاته ومحاسنه a لها الدور الرائد في تنمية الشخصية المتميزة للفرد والمجتمع والحشد المؤمن الذي يدافع عن الوطن ويقاتل الإرهاب، إن الاستقرار الأسري والتعايش السلمي في المجتمع يقوم على السلوكيات والأخلاقيات النبيلة ولها الدافع الكبير للبذل والعطاء والتفاني في خدمة وتنفيذ أهداف وقيم الإمام a . وخلاصة القول أن ثقافته الفكرية تمتاز بغزارة المعلومات، ويعتز بتاريخه الأبناء والآباء والأجداد، لقد كان ابن البتول فقيهاً غاص في معرفة حقائق النفوس البشرية، وله منهجاً تربوياً لعلاج الأمراض النفسية،. لمن تحرى آثاره كلها لقد اتصف a بصفات الدعاة الربانيين المخلصين؛ من الصدق، والشجاعة والإخلاص، والدعوة على بصيرة، والصبر، والرحمة، والعفو، والعزيمة، والتواضع، والإرادة القوية التي تشمل قوة العزيمة، والهمة العالية، والنظام والدقة، والزهد، والورع، والاستقامة...من هنا نبين الخطاب إلى هذا الحشد المؤمن أن التربية الجهادية وحفظ الأمانة متلازمان وهي من الأخلاق الكريمة والمروءات النبيلة التي تدل على تقوى صاحبها وخوفه من الله وعفته ووفائه• ولذلك وجب الاهتمام بتقوية هذا الخلق في التربية بعامة، وفي الإعداد للجهاد بصفة خاصة؛ وذلك لما يتعرض له المجاهد من مواقف تتطلب منه إبرام عهد وعقد للقيام بمهامه على نهج الحسين a. وفي نهاية المطاف يوصي الباحث أن تدرس شخصية الإمام الحسين a من جميع الجوانب الإيمانية والعسكرية لتكون مرآة كاملة للحشد المؤمن ومن غير الدرس والجهة التي نظرنا فيها وكأن تدرس عنده العلوم البلاغية والمعاملات مع الخلق وفقه الحسين - وأن يختص بتفسير للآيات التي وقف عندها. لأنه أثرى المكتبة العربية بتراثه الفكري المتنوع ان ثورة الحسين كانت الوهج الساطع الذي اضاء المسالك لمن أراد المسيرة بالإسلام في طريقها الصحيح و المرآة الصافية للتخلص من الحاضر الذي كانت تعيشه الأمة و من واقعها الذي كانت ترسف في أغلاله. قضية الإمام الحسين كونها عمقت مبدأ التعايش السلمي والدفاع عن المظلومين في إطار النظام العالمي بما لها من العمق الفكري والنفسي لتهيئة البشرية وصولا إلى التكاملات الفكري وفق نظام تحقيق العدالة الإنسانية بين البشر وإقرار المساواة. واقعة ألطف تمثل الخير وانتصار إرادة الأيمان والتضحية على صراع المصالح. فالإمام الحسين يمثل سليل البيت المحمدي وهو ثورة جاءت بعد تسلط الظالمين على رقاب المسلمين و لم يخرج لمحاربة الطغاة من اجل منصب دنيوي فقد قالها a (لقد خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. فتذكروا دوماً هدفي ومبدئي). ان الإمام الحسين a مشروع سلم وسلام ومنهج يضيء الدرب وسارية راية الحق في كل ارض طاهره ومن فكر الإمام الحسين تحتفظ الأمم بكرامتها. ان انتهاك الرسالة المحمدية وحرمة بيت ألنبوه البيت العلوي الشريف أعطى المبرر الواضح والسبب الرئيسي لقيام الثورة الجهادية الحسينية وجعلت البشرية تتطلع على السلوك الشاذ للحكام الأمويين ومن أمثال شاكلهم. إن استشهاد الإمام الحسين a فوق ثرى كربلاء تجعلنا ان نأخذ جميعاً من مناهجه الدرس تلو الدرس والعبر برشاقة القيمة الإيمانية ومناهج تطور الفكر الإنساني لإرساء عالم متحضر متآخي لدحر الاستبداد والظلم والإرهاب الأسود مستلهمين ذلك من مواقع وسلوك ومنهج ثورة الأمام الحسين a ومن مصاديق جهاده المحمدي الصحيح الذي رفض الظلم من اجل الحق.وعلينا ان نستفيد من القواعد لتي ارسى دعائمها الإمام على a ومرتكزات ثورة سيد الشهداء الإمام الحسين a وهي بحد ذاتها ثورة على الباطل والتخلف والظلم حيث كان الإمام الحسين الرمز الانساني الخالد في ذاكرة التاريخ. لنتعلم من ثورة كربلاء كيف نضحّي من أجل القيم وكيف نعمل من أجل المبادئ ويمكن أن نفهم أن الحياة قيم ومبادئ وإذا انتفت تنتفي معها الحياة ولا يعني أن ننتحر ولكن نعمل من أجل توثيق القيم على أرض الواقع حتى نموت دونها وكما قال الإمام الحسين a (ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ويمكننا نقل واقعة ألطف إلى واقعنا وأن نجعل الإصلاح هو غايتنا وتقدم الإنسانية إلى الأفضل هو هدفنا وان نجسد ونستفيض من مدرسة الإمام الحسين كل ما قال a: (ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) إن الإمام الحسين a ومن خلال انتمائه للبيت الشريف أدرك بني أمية وجن جنونهم الاهوج وهم يحكمون بالظلم والعدوان وقهر الانسان المؤمن واصرارهم على نشر المد الفاسق ومن هنا انطلقت مشاعل نور الحياة الهادئة لحفيد النبي حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين الاسلامي المشرق من الأمويين واتباعهم باعتبار الحكم الاموي عرش فاسق اسود وليس خلافه فقد كان هزيل وتحديدا خلافة يزيد المبتذل بما يحمله من شخصية نكراء مشوهة مستخفا، مستهزئا لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه احد الرجال البارزين أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثم والزنا علنا. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وسلم