الإمام الحسين عليه السلام والبناء الاجتماعي للإنسان المسلم

Abstract

إن ثورة الإمام الحسين a ثورة إسلامية تغييرية، لأنها انطلقت من أجل ان تغير الإنسان في مفاهيمه وفقاً لتعاليم الإسلام ومفاهميه، وهذا هو الذي دعا الإمام a إلى أن يقوم خطيباً في مرحلة من مراحل رحلته إلى كربلاء ليحذرهم وليعظهم ويرشدهم، لأن المسألة أنه كان يريد أن يغير مفاهيمهم ويؤكد على المفاهيم الإسلامية كمفهوم العزة والحرية.انطلق الإمام a بهذه المفاهيم من أجل تصحيح الأوضاع السابقة التي انرحفت في أذهان الناس والتي انحرف الواقع من خلالها، ثم انطلق بعد ذلك لتكون حركته في مقام تأكيد الموقف والإرادة والصلابة في الموقف والمستوى الذي قال فيه الإمام a: ((لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد)).فكان الإمام a إماماً بكل ما تتسع له كلمة الإمامة في أبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية، فكان يتمثل أسلوب الرسول i حيث انطلق بالدعوة والرفق والانفتاح والصبر، والكلمة التي تفتح العقل من خلال عقله المفتوح، وتفتح القلب من خلال قلبه المفتوح.مثلت نداءات الإمام a برنامج شامل لتغيير الواقع السياسي القائم يومذاك، ولعل أول بيان لثورته قوله: ((من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً بعهده، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عبادة بالإثم والعدوان، فلم يثر عليه، بقول، ولا بفعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله...))، ولنلاحظ في فقرة أخرى: ((وأنا أحق من غير)) أي جئت للتغيير كل الواقع، ومنه الحكم في أعلى المستويات الذي أعلن أنه حكم غير شرعي ((اتخذوا عبادة الله خولاً ومال الله دولاً)).