العلاقات العثمانيه - الروسية 1667¬ -1923
Abstract
يعد موضوع العلاقات العثمانية - الروسية من المواضيع المهمة في تاريخ البلدين، اذ كانت الحروب مستمرة طيلة 300 عاماًفيما بينهم وذلك لرغبة كلاً منهما بالسيطرة على المضائق المهمة، كونها تمثل اهمية اقتصادية وتجارية اذا ما تم السيطرة عليها وقد انهكت الحروب التي دارت بينهم كلا الطرفين واضعفتهم مما اثر سلبا على قوة الدولة العثمانية واصبحت معرضة لاطماع الدول الاوربيه ورغبتهم في السيطرة عليها، كما ان الدوله العثمانية عقدت عدة معاهدات مع روسيا القيصرية حول تنظيم مسالة مرور السفن الروسية في المضائق التركية وسيطرتها على بعض الاراضي وكانت اغلب هذه المعاهدات لا تصب في مصلحة الدولة العثمانية، وانما منحت روسيا القيصرية المزيد من الامتيازات منها حرية مرور سفنهم في المضائق التركيه ومنح روسيا الحق في حماية الاقليات المسيحية وجزء من اراضيها وغير ذلك .واستمر العداء فيما بينهم حتى بعد قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914 حيث وقفت روسيا القيصرية مع دول الوفاق الودي (بريطانيا وحلفاءها) في حين وقفت الدولة العثمانية مع دول الوسط(المانيا وحلفاءها) ،لذا نجد ان دول الوفاق قد عقدوا مع روسيا القيصرية مجموعة من المعاهدات السرية لتقسيم ممتلكات الدولة العثمانية فيما بينهم اذا ما انتهت الحرب العالمية الاولى لصالحهم.في عام 1917 حدثت الثورة البلشفية في روسيا بقيادة فلاديمير لينين لتعلن بداية صفحة جديدة في تاريخ روسيا وانهاء عهد القياصرة واعلان لينين بقيام روسيا الجديدة وفضح المعاهدات السرية التي عقدت في السابق بين دول الوفاق الوديوتخليه عن امتيازات لروسيا نصت عليها هذه المعاهدات ودعا الى السلم والسلام ، وانسحاب روسيا من الحرب والغاءها للمعاهدات من طرفها. ومن جانب اخرفان الدولة العثمانية كانت قد انهارت وظهرت شخصية مصطفى كمال على مسرح الاحداث السياسية في تركيا وهو ضابط سابق في الجيش العثماني وعمل على قيادة الحركة الوطنية في تركيا لانقاذها من التقسيم او الانحلال ، وبدأبمحاربة دول الوفاق الودي الذين ارادوا الاستحواذ على تركيا من جهة ومحاربة اليونان التي تريد احتلال ازمير من جهة اخرى ، فضلا عن محاربة الاكراد والارمن الذين كانوا يفكرون في الانفصال عن تركيا عندها حدث تقارباً في طبيعة العلاقات التركية -الروسيه وبدأ لينين يبدي استعداده للتقارب مع تركيا وتأييده لمصطفى كمال وحربه ضد دول الوفاق واليونان مما ادى الى عقد معاهدات فيما بينهم لتقديم المساعدة والمساندة والعون الى تركيا حتى تحقيق النصر، اذ كان مصطفى كمال يشعر بالعزلة والوحدة ولم يجد من يقف معه سوى روسيا رغم الاختلاف بين الايدلوجيات فيما بينهم ، وقد اثمرت هذه المساعدات في انتصار تركيا على الحلفاء واليونان ومن ثم قيام تركيا الحديثة عام 1923.Metrics