مســاطر النســـاء دراسة ميدانية لبعض مظاهر عمل المرأة في المجتمع العراقي المعاصر

Abstract

في العراق تطلق كلمة (المسطر) على الأماكن التي يتجمع فيها العمال من الرجال الذين يمارسون أعمال البناء والتحميل وإزالة الأنقاض ، وغيرها من الأعمال اليدوية التي تحتاج إلى جهد بدني كبير، وهذه الأعمال لا شأن للنساء بها. ولكن في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية غير المستقرة التي يمر بها العراق حالياً ، بدأت بعض النساء بدافع الحاجة المادية بعرض خدماتهن للعمل في مثل تلك المهن ، وفي بيع المنتجات النفطية ، وغيرها من الأعمال المرهقة التي لا تتلائم وقدراتهن الجسدية دون رقابة أو حماية قانونية.ولأهمية وخطورة هذه الظاهرة ، سعت الدراسة إلى التحقق من ظروف وأسباب مزاولة المرأة العراقية لهكذا أعمال ، وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات الفردية والاجتماعية ( كالعمر ، والمستوى التعليمي ، والحالة الاجتماعية ، وطبيعة الإقامة) .وقد استخدم الباحثين استمارة مقابلة اتسمت بصدق وثبات عاليين ، وطبقت على عينة ضمت (150) امرأة عاملة في المهن المرهقة ، في محافظات ( بغداد ، بابل ، كربلاء ، القادسية) وقد كشفت نتائج الدراسة عن:1-أن النساء العاملات في المساطر كنّ بأعمار مختلفة ، ولكن اغلبهن كنّ بأعمار متوسطة ( 26-46) سنة أو كبيرات السن ، وقلة من الفتيات والشابات ، وهناك ارتباط قوي (كا2= 0,4) بين متغيري العمر وأسلوب العمل ، حيث تميل المرأة دون سن الأربعين إلى العمل الجماعي أو العمل مع الأقارب احتراساً على سمعتها.2-أن هذه المشكلة ظاهرة حضرية واغلب النساء العاملات بلا تعليم أو تأهيل مهني.3-تنتمي اغلب المبحوثات إلى غوائل تعاني من الفقر والبطالة واغلبهن لا عائل لهن ، ومن الأرامل والمطلقات والعانسات أو المهجرات ، اللاتي تكفلن إعالة عوائلهن.4-تتعرض النساء العاملات لظروف عمل تعسفية ولا إنسانية ، والى استغلال أصحاب الأعمال والوسطاء.أوصت الدراسة أن تتولى الدولة :1-وضع خطة عاجلة للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والأمني ، تتضمن الإسراع بعمليات التنمية وإعادة الإعمار ، لامتصاص البطالة وتقديم المنح والقروض التشجيعية لتمكين النساء من إنشاء المشاريع الصغيرة كتنمية مستدامة.2-اتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم وتشجيع الزواج من الأرامل والمطلقات والعوانس لسعة هذه الشريحة من النساء في المجتمع العراقي.