تأثير القرارات اللونية على التعافي في المراكز العلاجية للأطفال

Abstract

: كثير من الناس يعتقدون أن اللون هو مجرد وسيلة لتعريف الأشكال، وغالبا ما اعتبروه مجرد حالة تجميلية بحتة. وفي الحقيقة أن اللون هو الضوء (الذي يعتبر مصدر الحياة نفسها)، فلا يوجد مكان لا وجود لللون فيه، والاستجابة اللاواعية له هي عنصر أساسي لبقائنا (أي تمثل غريزة البقاء). وﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺤﺩ أنظمة التشكيل ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ بصورة عامة والفضاء الداخلي بشكل خاص، ﻭﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺘﺼﻤﻴﻡ اﻟﻠﻭﻥ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻷﻱ ﺘﻜﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻬو ﺒﺒﺴﺎﻁﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺨﻁﻴﻁ مسبق للنظام اللوني المستخدم. ﻭﺃﻓﻀل ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻼﺀﻡ ﻭوﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ، ﺤﻴﺙ ﻴﻠﻌﺏ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺩﻭراً ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ تحديد الفضاء من خلال ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﺃﻭ ﺘﺤﻭﻴل ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ لتعديل ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ. ﻟذا اﻫﺗم اﻟﺑﺣث ﺑﺗوﻓﻳر ﻗﺎﻋدة ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻳﺔ ﻟﻠﻣﺻﻣﻣﻳن لتوظيف الاﻧظﻣﺔ اللونية ﻟﺗﻛون اﺣدى المحفزات والمؤثرات الإيجابية للإسراع بتعافي مستخدمي الفضاء من الأطفال بما يحترم سايكولوجيتهم وفسيولوجيتهم. لمعالجة المشكلة البحثية المتمثلة بتجاهل المتطلبات الداعمة للتعافي من قبل بعض المصممين من خلال إهمالها بشكل واعي للقرارات اﻟﻠوﻧﻳـﺔ اﻟﻣـﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓـي فضاءات المراكز العلاجية للأطفال، بإفتراض أن أحد العوامل المحفزة للأطفال على التعافي يتأثر بالقرار اللوني للفضاء العلاجي. حيث يهدف البحث إلى زيادة الشعور بالراحة والصحة والعافية ضمن المحيط المادي عبر إعتماد الأبعاد الأساسية لظاهرة التعافي (wellness) من خلال توظيف المثيرات الحسية المختلفة حيث يعتبر اللون إحداها، فيحفز الأطفال على حب المكان والحركة فيه والشعور بالآمان لكي ينسى مخاوفه وآلامه. تتطلب تحقيق هذا الهدف بناء إطار نظري ومن ثم تطبيقه على عينات معمارية عالمية ومحلية منتخبة. وقد توصل البحث إلى أن العلاقة اللونية التي تعتمد التجانس الثلاثي للألوان (الأصفر بنسبة 70%، والأزرق بنسبة 25%، والأحمر بنسبة 5%) حققت مؤشرين من أصل ثلاثة مؤشرات للتعافي في فضاء التجمع الرئيسي (البهو) وهما مؤشري (التشتت والإلهاء الإيجابي والسيطرة والتحكم)، أما فضاء لعب الأطفال فقد حقق مؤشري (التشتت والإلهاء الإيجابي والتفاعل الإجتماعي) لنفس القرار اللوني، بينما إفتقدت العينة المحلية اي قرار لوني واضح.